حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: لَمْ يَعْمَلْ أَحَدٌ مِنَ الأُمَمِ شَيئًا إلاّ استَعْمَلَتْهُ هذه الأُمَّةُ.

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ سَعيدٍ قالَ: حَدَّثَنا أَسَدُ بنُ مُوسى، عَنْ عَبْدِ الرَّحمنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ عَمَّارٍ قالَ: حَدَّثَني حُمَيْدٌ أبو عَبْدِ الله قالَ: حَدَّثَني عبدُ العزيز أخو حذيفةَ - رضي الله عنه - قال: قال حذيفة - رضي الله عنه -: أوّلُ ما تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةَ وآخِرُ ما تَفْقِدُونَ الصَّلاةَ، ولَتَنْقُضَنَّ عُرى الإسلامِ عُرْوَةً عَرْوَةً، ولَيُصَلِّيَنَّ نِسَاؤُهُم حِيَضًا، وَلَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَ مَنْ كانَ قَبْلَكُم حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ، وحذو النَّعْلِ بالنَّعْلِ، لا تخطِئُونَ طَرِيقَهم ولا يخطأ بكم، وحتى تَبْقَى فِرْقَتَانِ مِنْ فِرَقٍ كَثِيرةٍ تَقُولُ إِحْدَاهُمَا: ما بَالُ الصَّلَواِت الخمسِ؟ لَقَدْ ضَلَّ مَنْ كانَ قَبْلَنا، إِنَّما قالَ الله: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ لا يُصَلُّونَ إلاّ ثلاثًا، وتقولُ الأخرى: أَيُّها المؤمنونَ بالله كإيمانِ الملائِكَةِ ما فِينَا كَافِرٌ ولا مُنَافِقٌ، حَقٌّ على الله أن يَحْشُرْهما مَعَ الدَّجَّالِ.


--------------------------------------------------------------------------------


نعم، وهذا أمر عظيم، وهذا كلام حذيفة سبحان الله العظيم وقع كله، أول ما تفقدون من دينكم الأمانة؛ لأن الذي يمنع الناس من الابتداع هو الخوف من الله، والأمانة والصدق، فإذا ذهبت الأمانة ذهب الخوف، وأتت الخيانة، وأتى تحريف الكلم عن مواضعه، فالدين عرى، تمتلخ عروة عروة، فأول عروة تتركون الأمانة، وآخر شيء الصلاة، إذا تركت الصلاة ما بقي شيء، هو آخر شيء، فهو مثل العرى التي يتركها الناس عروة عروة.

وقال: حتى تصلي نساؤكم حيضا، ديانة يعني يفتيهم أناس أن من الدين أن تصلي وهي حائض، ليس جهلا، الجهل موجود، لكن يفتيهم، والناس أنها يجوز أن تصلي وهي حائض، كما أفتى الخوارج بالعكس، بل بهذا، أفتى الخوارج أن الحائض تدع الصيام وتدع الصلاة، الحديث اللي في الصحيحين قالت: معاذة العدوية لعائشة ما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟ فقالت عائشة: أحرورية أنت؟ يعني هل أنت من الخوارج. قالت: لا، ولكني أسأل، قالت: كان يصبنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ونؤمر بقضاء الصيام، ولا نؤمر بقضاء الصلاة، فكان الخوارج يأمرونهن بقضاء الصيام، وقضاء الصلاة من زيادتهم تمتعهم، لكن يأتي أناس بعكسهم، يأمرونها أن تصلي وهي حائض.

قال: ولتسلكن طريق من كان قبلكم، وهذا أمر حق، أن نتبع سنن من كان قبلنا، قال: حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة، إحداهما تقول: الصلوات ثلاث، وهذا ذكروه أهل الفرق أيضا من فرق الخوارج، كانوا يرون أن الصلوات ثلاث، أنه يصلى طرفي النهار وزلفى من الليل فقط، أول النهار وآخره في الليل صلاة، وهذا موجود في كتب الفرق.

وتقول الأخرى: أيها المؤمنون بالله كإيمان الملائكة، وهذه حصلت بعد حذيفة، وهم المرجئة، يقولون: نحن إيماننا كإيمان الملائكة، بمعنى أن الإيمان لا يفترق، الإيمان هو التصديق، والتصديق واحد، والعمل ليس من الإيمان، ما فينا كافر ولا منافق، ولهذا قال ابن أبي مليكة كما في البخاري: أدركت ثلاثين من أصحاب محمد كلهم يخشى النفاق على نفسه، ما منهم من يقول: إنه على إيمان جبرائيل وميكائيل، لما سألوه إن قوما يقولون: إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل، فهذا حصل سبحان الله العظيم، حق على الله أن يحشرنا مع الدجال، فانظروا إلى النور الذي عند أصحاب محمد، يعرفون ماذا سيحصل بما علمهم الله عز وجل وعلمهم رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ نعم.