الرئيس مبارك يشهد الاحتفال بتخريج دفعات جديدة بالكلية الحربية

القاهرة فى 18 يوليو /أ ش أ/ شهد الرئيس حسنى مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة يرافقه الرئيس السوداني عمر البشير ، صباح اليوم السبت ، الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكلية الحربية.
وتشمل هذه الدفعات الدفعة (103) من طلبة الكلية الحربية (دفعة الفريق فؤاد محمد ذكرى ) والدفعة (94) أطباء والدفعة (67) مهندسين والدفعة (55) مختلط.
وكان المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى على رأس مستقبلى الرئيس مبارك لدى وصوله الى مقر الكلية الحربية، كما كان فى استقبال السيد الرئيس الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة واللواء أركان حرب محمد فليفل مدير الكلية الحربية.

وقد دخل الرئيس حسنى مبارك الى ساحة العرض فى سيارة مكشوفة وقام بتحية أهالى الخريجين ، وفى هذه الأثناء دوت الهتافات والزغاريد فى أنحاء الكلية الحربية التى ازدانت بلوحات الترحيب بالرئيس والانجازات التى شهدها عصره من ديمقراطية وازدهار ونماء وخير.
وفور وصول الرئيس مبارك الى منصة العرض ، عزفت الموسيقى السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية.
وبدأ الحفل بالعرض التاريخى حيث دخلت أرض الطابور العجلة الحربية، فى بداية استعراض مجموعات تمثل عرضا تاريخيا لطلبة الكلية الحربية على مر العصور ، ذلك الصرح العلمى العسكرى الشامخ الذى يعتبر الأقدم فى الشرق الأوسط وافريقيا ومن أعرق معاهد العلم العسكرى فى العالم ، فمنذ وضعت أولى لبنات هذا الصرح ، وهو يأخذ على عاتقه اعداد وتأهيل ضباط مقاتلين قادرين على قيادة وحداتهم الفرعية الصغرى سلما وحربا تحت مختلف الظروف.
وتلا ذلك ظهور أفراد يرتدون الزى الفرعونى، فقد كان ميلاد المدارس الحربية فى عهد قدماء المصريين منذ سبعة آلاف سنة حيث قاموا بترويض الخيول واستخدامها فى القتال وقاموا بتصنيع العجلات الحربية التى استخدمها أحمس فى مطاردة الهكسوس والقضاء عليهم واستخدام بعض الأسلحة مثل السهام والنبال والأقواس ، وانطلقت الجيوش المصرية نحو تأمين حدودها شرقا وغربا وجنوبا لتكون واحدة من أضخم امبراطوريات العالم القديم.
وسجل الفراعنة انتصاراتهم على حوائط المعابد والمقابر وتمثل ذلك فى أولى سرايا الحربية بلبس القتال والدروع والتسليح الكامل والذى أظهر براعة المصرى القديم فى تصميمها للدفاع عن أرضه ووطنه وتشكل من خمسة صفوف فى عشرة قطارات باجمالى خمسين فردا.
ومن هؤلاء العظماء تحتمس الثالث بطل معركة (ماجدو) ورمسيس الثانى بطل معركة (قادش).
وكان يميز هذا العصر بعلم أبيض يرمز الى الارتباط بالأرض وبداخله زهرة اللوتس التى ترمز الى السلام.

وتضمن العرض التاريخى،العصر الإسلامى بداية من عصر نجم الدين أيوب الذى أنشأ المدرسة العسكرية لتخريج الضباط بقلعة الروضة عام 1240 م، وقام بمباشرة أمرهم بنفسه واهتم بتعليمهم فنون الحرب من رمى السهام والرماح وركوب الخيل والضرب بالسيف والمصارعة، وقد أثمر ذلك عن ضباط يملكون البراعة فى القتال.
وتنوعت الأسلحة فى هذا العصر من أسلحة فردية خفيفة مثل السيوف والرماح والخناجر وأسلحة ثقيلة مثل المنجانيق والقلاع الخشبية المتحركة والأسلحة الكيميائية من قوارير نفط وبارود وغيرها، وظهر ذلك جليا فى انتصار الجيش المصرى فى معركة المنصورة عام 1250 م ، ومعركة عين جالوت عام 1260 م، وكان هذا العصر يميز بالعلم الأصفر.
وانتقل العرض إلى عصر محمد على الذى أنشأ أول مدرسة حربية عام 1811 بالقلعة لتخريج ضباط الجيش، وقد جهز لهم المدرسة والمدربين لتعليمهم العسكرية سواء فن الحرب أو استعمال السلاح وركوب الخيل والرياضة البدنية والعلوم الدينية واللغات العربية والتركية والايطالية ، وتولى سليمان باشا الفرنساوى ادارة المدرسة الحربية.
وفى عام 1849 تولى ادارة المدرسة الحربية أول مدير مصرى وهو على مبارك باشا ، وكان يميز هذا العصر بالعلم الأحمر الذى يتوسطه هلال ونجمة خماسية بيضاء .
وتنقلت المدرسة الحربية إلى أماكن عديدة منها أسوان والقناطر الخيرية والجيزة والعباسية.

وتناول العرض التاريخي ، عصر ما قبل ثورة يوليو المجيدة..ففي عام 1908 انتقلت المدرسة الحربية إلى كوبري القبة ، وبعد أن أصبحت مصر مملكة مستقلة عام 1922 اتخذت علما خاصا بها يميز باللون الأخضر في وسطه هلال وثلاث نجمات وأضيف التاج إلى شعار المدرسة، ومن أبرز خريجي المدرسة الحربية الرئيس محمد نجيب والرئيس أنور السادات.
وفي عام 1938 صدر أمر ملكي بتحويل المدرسة الحربية لتكون الكلية الحربية الملكية، ومن أبرز خريجيها الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس محمد حسني مبارك.
وبعد قيام ثورة يوليو 1952 صدر قرار بنقل الكلية الحربية من كوبري القبة إلى المقر الحالي للكلية بمصر الجديدة .. وفي 3 مارس عام 1955 افتتح البكباشي جمال عبد الناصر رئيس مجلس الوزراء المقر الحالي للكلية الحربية وأهداها شعارها ( الواجب - الشرف - الوطن ) والعلم الخاص بها.
وتتزامن احتفالات الكليات والمعاهد العسكرية مع احتفالات ذكرى ثورة يوليو المجيدة التي سيتم الاحتفال بها بعد أيام قلائل.
وفي عام 1958 تغير العلم ليكون ثلاثة ألوان..الأحمر يدل على دماء الشهداء والأبيض يدل على الثورة والأسود يدل على عصر الظلام.
وكان أول مدير اختير لادارة الكلية اللواء عبد الواحد عمار، أما كبير معلمى الكلية العميد محمد فوزى فتولى فيما بعد وزارة الحربية.

وتبع ذلك ، عصر نصر أكتوبر الذى وقف شاهدا على براعة وإرادة المقاتل المصرى الذى تحدى كل الصعاب وقهر كل الحصون وتلاحم مع شعبه لبناء قاعدة الصمود والتحدى وأحرز نصرا عسكريا أذهل العالم بأسره وقام بمعجزة على أى مقياس عسكرى.
وأمدت الكلية الحربية "مصنع الرجال" قواتنا المسلحة بضباط أشداء مسلحين بالعلم والشجاعة وفنون القتال ليفيدوا وطنهم فى معركة الشرف والكرامة ويحققوا النصر ، وفى ذلك العصر شهدت الكلية تطويرا بإدخال التعليم الهندسى والتجارى بجانب التعليم العسكرى وتغير زى طلبة الكلية الى اللون الأزرق.
وفى عصر النهضة والتنمية تمت إضافة "الكتاب" رمز العلم إلى شعار الكلية وتغير الزى إلى الزى الحالى وشهدت هذه الفترة تطويرا شاملا فى مناهج التعليم لتواكب التطور العلمى والدروس المستفادة من حرب أكتوبر ووسائل وطرق التعليم مثل الحواسب الآلية والقبة السماوية لتدريس علوم الفلك والفضاء والرماية بالليزر.
واستكمالا لمنظومة التطوير والتحديث ، شهدت القوات المسلحة تطويرا كبيرا جوا وبرا وبحرا مما يؤكد على أن قواتنا المسلحة قادرة على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنها وسلامتها ، فهي حقا مصنع الرجال وعرين الأبطال والشهداء على مر العصور .