منتدى راجعون الى الله
                         نظرات فى كتاب الله1 5e6e128532

انرت منتدانا زائرنا الغالى اذا اردت التسجيل فمرحبا بك
منتدى راجعون الى الله
                         نظرات فى كتاب الله1 5e6e128532

انرت منتدانا زائرنا الغالى اذا اردت التسجيل فمرحبا بك
منتدى راجعون الى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى راجعون الى الله


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل
النيابة العامة والنيابة الادارية ومجلس الدولة وهيئة قضايا الدولة موضوعات متجددة تجدها بمصداقية فقط على منتدى راجعون الى الله ....
تابعوا معانا يوميات حنفى وحمديه والناس الموئعتيه فقط وحصريا بقسم القصص والمواعظ بمنتدانا منتدى راجعون الى الله
بمناسبة اقتراب شهر رمضان الكريم اعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات ندعوكم لزيارة قسم (رياض الجنه الرمضانى )بمنتدانا لمتابعة كل ماهو مفيد وجديد فى الشهر الكريم
عايز تتابع وتعرف كل حاجه عن علماء بتحبهم ومفكرين وشيوخ اجلاء بتتمنى تكون زيهم تابع معانا فى منتدانا بقسم المفكرين والعلماء وسوف تجد كل ماتتمنى ان تعرفه عن مشايخنا وعلمائنا ومفكرينا
عندك موهبة الكتابه ؟؟؟عايز تقول رأيك ونفسك تبقا صحفى والكل يقرا مقالاتك ؟؟؟؟نورنا فى جريدة منتدانا منتدى راجعون الى الله (مقالات الاعضاء وبس)

 

  نظرات فى كتاب الله1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
osama

راجع يشارك
راجع يشارك



الساغة الأن :
الاقامة : مصر
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 134
نقاط : 267
تاريخ التسجيل : 03/08/2010

                         نظرات فى كتاب الله1 Empty
مُساهمةموضوع: نظرات فى كتاب الله1                            نظرات فى كتاب الله1 Empty7th أغسطس 2010, 1:38 pm

اولا :-المقدمة



مقدّمـة



بقلم:
بسام جرار




                         نظرات فى كتاب الله1 Print








هي نظرات في كتاب الله الحكيم. وهي نظراتُ
مخلوقٍ محدود العلم ينظر في كتاب الخالق مطلق العلم، وهي نظراتُ من يؤمن بأنّ فهم
السلف لا يُعفي الخلف من مسئولياتهم تجاه هذا الكتاب العزيز. وهي نظرات من يؤمن
بأنّ أعظم الخلق فهماً لا يُحيط بشيء من العلم إلا بما شاء الله.



هي محاولة لإعادة النظر في تفسير بعض الآيات الكريمة، لعلمنا
أنّ ما جاء فيها من تفسير لم يشف الغليل. ولا نزعم أنّ ما نقدّمه من نظرات يُغني
السائلين ويُقرّ أعين الناظرين، ولكن يكفينا أن نثير لدى المسلم الواعي الدافعيّة
إلى إعادة النظر في تفسير كتاب الله الحكيم، وإكمال مسيرة المفسّرين الكرام من
السلف والخلف الصالح.



القرآن الكريم كتاب عزيز، وهذا يعني ضرورة أن نعيد النظر فيه
وأن نكرر. ولا نخشى عليه من قصور المتدبّرين، لأنّه كفيل بتصحيح الأفكار وتقويم
الأفهام. أمّا أولئك الذين يَتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله،
فإنّهم لا يَخْفَونَ على أهل الصدق والإخلاص، وهم فتنة لا بُدّ منها في كل عصر،
تتشرّبها القلوب المفتونة. أما القلوب الزكيّة فلا يضرّها فتنة بإذن الله تعالى.



يُستهلّ الكتاب بمقال حول القرآن الكريم ومنهجيّة التفكير.
وقد حرصنا على أن تتضمّن المقالات الأخرى مناقشات لبعض الآيات الكريمة بهدف طرح
تدريبات منهجيّة تساعد في التعامل مع النص الكريم. ونتوقّع أن يلمس القارئ فائدة
هذه المنهجيّة من خلال ما يُطرح من معانٍ جديدة تتجلّى كثمرةٍ من ثمار هذه
المنهجيّة.



لم نقصد أن تكون هذه النظرات تفسيراً تفصيليّاً للآيات
الكريمة، كما هو الأمر في كتب التفسير، ولكنّها نظرات صيغت بعبارات قصيرة وسريعة،
تحتاج إلى توقّف وتأمّل. أمّا أولئك الذين لا يملكون معرفة قرآنية مناسبة فقد يجدون
صعوبة في فهم بعض المقالات، عندها ننصح بالرجوع إلى بعض كتب التفسير المبسّطة، فإنّ
ذلك يساعد في الفهم المنشود.




هي نظرات نأمل أن تُضيف في التفسير، واللغة، والتاريخ، والاجتماع، والنفس،
وطرائق البحث والاستنباط، ومنهجيّة التفكير.




ربّ اغفر لي ولوالديّ




ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً









بسّام
نهاد جرّار




البيرة - فلسطين



16
/
12
/
1424 هـ



7
/ 2 /
2004م











:: القرآن ومنهجية التفكير
::
                         نظرات فى كتاب الله1 Print


بقلم:
بسّام جرّار








القرآن


الكريم يزيد قليلاً عن

77
ألف كلمة، وهذا يعني أنّه يعادل
كتاباً من


300

صفحة تقريباً
.
ومثل هذا الحجم لا يتضمن


، في العادة، الكثير من
المعلومات والمعارف والخبرات. وعلى الرغم من ذلك فقد أحدث القرآن الكريم تغييراً
هائلاً وجذرياً في مسيرة البشرية الفكرية والسلوكية، مما يجعلنا نتساءل عن سر
الانطلاقة الفكرية التي حدثت بعد نزوله. وظاهر
الأمر أنّ السر لا يكمن في الكم الهائل من المعلومات، لأنّ مقدار



300

صفحة لا يكفي في العادة لإعطاء إلا القليل من المعلومات. والذي نراه أنّ السّر قد
يكمن في المنهجية التي يكتسبها كل من يتدبر القرآن الكريم
.








عند تَصفُّح أي كتاب نجده في الغالب يتسلسل في الفكرة والمعلومة من البداية
حتى النهاية، ويرجع هذا الأمر إلى رغبة الكاتب في إعطاء القارئ المعلومات والخبرات.
ولكن من يتصفّح القرآن الكريم يلاحظ أنّ اكتشاف التسلسل يحتاج إلى تفكر وتدبر. من
هنا نجد أنّ غير العرب يشعرون عند قراءة ترجمة القرآن الكريم بأنه غير مترابط في
كثير من المواقع. ويرجع هذا إلى أنّ القرآن الكريم يخالف في صياغته مألوف البشر،
ثمّ إنّ كلماته المعدودة تحمل المعاني غير المحدودة. ولا ننسى أنّ إعجازه بالدرجة
الأولى يرجع إلى لغته، وبيانه وإيجازه…وأنّ فهمه يحتاج إلى تدبر. ويلحظ أنّ من
يعتاد تدبره تنشأ لديه منهجيّة في التفكير والاستنباط. وإذا وجدت هذه المنهجيّة
أمكن أن يوجد الإنسان المبدع. وكل من يتعمق في تدبّر القرآن الكريم ودراسته يلمس
الترابط بين معاني كلماته، وجُمله، وآياته، بل وسوره. ولا يزال علماء التفسير
يشعرون بحاجتهم إلى التعمق أكثر من أجل إبصار معالم البنيان المحكم للألفاظ والجمل
القرآنية.








الدارس لتاريخ الفكر الإسلامي يلاحظ أنّ ظهور علم أصول الفقه، وعلم أصول
الحديث، وعلم الكلام، وعلم النحو والصرف، كل ذلك كان قبل ظهور علوم مثل؛ الطب،
والصيدلة، والكيمياء، والبصريات…وغيرها من العلوم. من هنا فقد ظهر العلماء والفقهاء
واللغويون من أمثال مالك، والشافعي، والخليل بن أحمد، قبل ظهور الرازي، وابن سينا،
وجابر بن حيّان، وغيرهم. وهذا أمر بدهي؛ فعلم أصول الفقه هو علم في منهجيّة
الاجتهاد والاستنباط. وعلم أصول الحديث هو علم في منهجية البحث التاريخي. وعلم
النحو هو علم قائم على منهج الاستقراء. وعلم الكلام هو الأساس الفلسفي للفكر
الإسلامي.




فيما بعد أدّى التطور في منهجيّة التفكير لدى المسلمين إلى ظهور العلوم
المختلفة؛ فكانت البداية تتعلّق بالأسس المنهجيّة، وكانت الثمار تتمثّل بالعلوم
المختلفة، ومنها العلوم الكونيّة. ويمكننا اليوم أن نقسّم تاريخ الفكر البشري إلى
مرحلتين؛ مرحلة ما قبل الإسلام، ومرحلة ما بعد
الإسلام
، حيث تميّزت المرحلة الثانية بمنهجيّة مستمدة من القرآن الكريم،
أدت إلى نهضة فكرية وعلمية هائلة أفرزت في النهاية الواقع العلمي المعاصر، حيث من
المعلوم أنّ الغرب قد تتلمذ على المسلمين، وعلى وجه الخصوص في الأندلس وجامعاتها،
إلى درجة أنّهم لم يعرفوا سقراط، وأفلاطون، وأرسطو، وغيرهم من الفلاسفة الغربيين،
إلا من خلال ترجمات علماء المسلمين.








إذا كان القرآن الكريم قد طوّر منهجيّة التفكير لدى الصحابة والتابعين
وأتباعهم…فلماذا لا يؤثر اليوم في منهجيّة التفكير لدى كثير من المسلمين، والذين
يتلونه صباح مساء
؟!








للإجابة عن هذا التساؤل نقول: اللافت للانتباه أنّ الغالبية الساحقة ممن يقرأ
القرآن الكريم اليوم لا تزيد على أن تتلوه بصوت مسموع، أو بشفاه متحركة، ويندر أن
نجد من يقرؤه متدبراً لمعانيه، متفكراً في مُشكلاته؛
إذ لا تتشكّل منهجية التفكير لدينا إلا عند تسريح
الفكر في معانيه، وتراكيبه، وأساليبه، وتصريفاته









والدارس لتاريخ التفسير والفقه، ومناهج المفسرين والفقهاء، يدرك أنّ هذه المنهجية
قد تجلّت لدى المفسرين والفقهاء المجتهدين؛ أي لدى الذين تعاملوا بعمق مع النص
القرآني الكريم. وحتى يتحقق الأثر المنشود على مستوى مناهج التفكير، لا بد أن نضيف
إلى تلاوة القرآن الكريم التدبّر، بل لا بد من تقديم التدبر على التلاوة، والفهم
على الحفظ. ولا شك أنّ المتدبر الحافظ هو أقدر من غيره على النظر بشمول إلى القرآن
الكريم، وهو الأقدر على تفسير القرآن بالقرآن، ثم هو الأقدر على الملاحظة والربط،
إلا أنّ مداومة النظر في القرآن الكريم قد تغني عن الحفظ، مع إقرارنا وتأكيدنا أنّ
الحفظ هو من مقاصد التربية القرآنية.








الصحابة والتابعون، رضوان الله عليهم، وهم أهل اللغة والبيان، عندما كانوا
يتدبرون القرآن الكريم، فيشكل عليهم، يأخذ ذلك حظاً من تفكيرهم، ويلجأ بعضهم إلى
بعض يتشاورون؛ فهذا معاوية، رضي الله عنه، يدخل عليه عبد الله بن عباس، فيقول
معاوية: "لقد ضربتني أمواج القرآن البارحة، فلم أجد
لنفسي خلاصاً إلا بك
"
. ويعرض عليه آية من الآيات التي استشكلها،
فيبيّنها عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما. وهذا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وفي
أكثر من موقف، يجمع الصحابة ويناقش معهم معنى آية كريمة أو أكثر. أما اليوم فيكتفي
الكثير من الناس بالرجوع إلى كتابٍ من كتب التفسير عند استشكال معنى آية من الآيات،
ويندر أن يتمّ الرجوع إلى أكثر من كتاب في التفسير، ويندر أيضاً أن تتم مناقشة ذلك
مع آخرين للتوصل إلى فهم أفضل. فلا عجب بعد ذلك أن لا تتشكل عند الكثيرين منا
المنهجيّة المأمولة. في المقابل لا عجب أن يتأثر الصحابة والتابعون بالقرآن الكريم،
ثم تتشكّل لديهم المنهجيّة في التفكير، فيظهر أثر ذلك فيما تحصّل من تطوّر سريع
ومتصاعد على مستوى الفكر، والمعرفة، ومناهج البحث، والعلوم المختلفة، حتى بلغ كل
ذلك أوجهُ في القرن الرابع الهجري.








ويجدر في هذا المقام أن نشير إلى تجربتنا في

(ندوة
نون
)،

حيث يُكلّف كل شخص من المشاركين في الندوة أن ينظر في عدد من كتب التفسير، ويتفكّر
في معاني آيات معيّنة، ويكون ذلك في مدى أسبوع. فإذا كان عدد المشاركين عشرة أشخاص،
مثلاً، فإنّ ذلك يعني أنّ المجموع قد اطلعوا على ما لا يقل عن ثلاثين تفسيراً. وقد
يرجع الشخص الواحد إلى أكثر من عشرة تفاسير. وفي يوم الندوة تتم مناقشة الآيات
الكريمة، ويكون التوقّف طويلاً عند الآيات التي تُشْكِل. ويتاح لكل شخصٍ أن يطرح
آراءه ووجهات نظره التي تُناقش، فتُعزز أو تُفنّد. وقد لوحظ أنّه، وفي كل جلسة،
تتجلى معانٍ، وتتفتح مغاليق، بل وتبرز إبداعات في الفهم نأمل أن يكون لها شأن في
تفسير القرآن الكريم. والمراقب للندوة يلاحظ تميّز المشاركين فيها بمنهجيّة في
الاستنباط والتفكير.






تؤكد مسيرة التفسير عبر القرون الماضية على حرص المفسرين على اتخاذ فهم السابقين
أساساً في بناء فهمهم الخاص؛ فليس بإمكان أحد أن يستغني عن فهم السلف في التفسير
لأسباب من أهمها:








أ- أنهم أهل اللغة، وعنهم أخذنا علومها .






ب- حرصهم على نقل ما صحّ عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في تفسير القرآن
الكريم، وكذلك ما صحّ عن الصحابة والتابعين.






قلنا إنّ عدد كلمات القرآن الكريم يزيد قليلاً عن
77
ألف كلمة، وهذا يعادل 300
صفحة. ويتضمن القرآن الكريم 114 سورة؛
منها السور الطويلة، والسور القصيرة. ولا تزيد أطول سورة عن
24
صفحه، في حال أنّ كل صفحة تتألف من
260
كلمة، في حين تتألف أقصر سورة من
عشر
كلمات. أما باقي السور فهي بين ذلك طولاً وقِصراً. وتتألف كل سورة من عدد
من الآيات، وإذا عرفنا أنّ متوسط عدد كلمات الآية الواحدة هو

12.4

كلمة، وأنّ بعض الآيات تتكون من كلمة واحدة أو كلمتين، تبيّن لنا أنّ هذا الأسلوب
يختلف عما اعتاده البشر في كتاباتهم. وقد يكون هذا المنهج في العرض من أسرار تأثير
القرآن الكريم. والمتدبّر يلاحظ أنّ الآيات المكيّة غالباً ما تتسم بالقصر، في حين
أنّ الآيات المدنية، إجمالاً، تتسم بالطول النسبيّ. ومعلوم أنّ التركيز في المرحلة
المكيّة كان على الجانب العَقَديّ، وهذا يعني أنّ
طرح العقيدة يحتاج إلى الأفكار المركّزة والسريعة، بعيداًَ عن التطويل والتفريع
.
وهذا يرشدنا إلى اعتماد أسلوب الشِّعار في الدعوة إلى الأفكار والعقائد، فذلك أسرع
في تبليغ الفكرة وتعميمها، وأسهل تناولاً.



أما أسلوب الفلاسفة، فلا يصلح إلا لفئة
قليلة متخصصة. ومن ينظر في سورة الإخلاص، مثلاً،
يلاحظ أنها شعار واضح، ورسالة سريعة وحاسمة، تجلجل بعقيدة التوحيد
:
"قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد
".
وهذا يرشدنا إلى المنهجيّة التي يجدر أن نتبعها عند مخاطبة عامّة الناس، وفي الدعوة
إلى الفكرة والمبدأ، ويدعونا إلى الاستفادة من
منهجيّة القرآن المكي والمدني، لتوظيفها في مخاطبة الناس، بحيث يكون لكل مقامٍ مقال

.





في أكثر من مّرة أعرضنا عن شراء كتب نفيسة بسبب أسلوب العرض فيها؛ حيث السرد
المتواصل، فلا تبويب، ولا فقرات، ولا علامات ترقيم... ولو عُرِضت علينا مثل هذه
الكتب بالمجّان لترددنا في أخذها، لعِلمنا أنّها ستأخذ من مساحات رفوف المكتبة،
ولعِلمنا بأن لا دافعيّة لدينا لقراءَتها، بل إنّ القراءة فيها ضرب من المعاناة.
وقد تُفاجأ بعد حين بمثل هذا الكتاب وقد طُبع بثوب جديد، وقُسّم إلى فُصول وأبواب،
وازدان بالعناوين الواضحة، والفقرات القصيرة، ولوّنت بعض العبارات الهامّة، ووضعت
الفواصل والحدود بين الفصل والفصل، والباب والباب، والفقرة والفقرة، والجملة
والجملة... نعم، فبإمكاننا الآن أن نركز على التفاصيل، وأن نُلمّ بكُلّ صغيرةٍ
وكبيرة، فقد أصبح الوضوح نوعاً من الجمال الجذّاب، والمتعة الدافعة. فلا بُد من
الفصل والتحديد، حتى يتسنّى للقارئ أن يركّز ويميّز.
ألا ترى أنّ القرآن الكريم يتألّف من 114 سورة، وكل
سورة هي عدد من الآيات
؟!
وكما أسلفنا لا يتجاوز عدد كلمات الآية الواحدة
في المتوسط 12.4 كلمة. وهل من قبيل
الصدفة أن تسمّى

(السورة)

سورة؛ فكلمة السورة تذكِّرُنا بالسُّور، الذي يفصل بين قطعة أرضٍ وأخرى، وبيتٍ
وآخر. وهل من قبيل الصّدفة أن تسمّى

(الآية)

آية؛ فالكلمة تُذكرنا بالعلامة الواضحة، والتي يُشكّلُ وُضوحها دليلاً هو في
النهاية حجّة وبرهان.










قلنا إنّ الكتّاب، في الغالب، يهدفون في كتاباتهم إلى تزويد الناس بمعلومات وخبرات
جديدة، لذلك فهم يتسلسلون في الأفكار من البداية حتى النهاية، ومن ذلك تتسلسل
الأبواب والفصول، ويكون ذلك واضحاً غاية الوضوح، وإلا عُدّ خللا وقصوراُ. وهذا أمر
مفهوم في العمل الذي يُقصد به نقل المعلومة والخبرة. أمّا إذا أردنا الحث على
التفكير والتدبّر، وخلق المنهجيّة السويّة في التفكير والبحث والاستنباط، فإن أسلوب
العرض يجب عندها أن يختلف؛ فلا نعود بحاجة إلى التسلسل الواضح، بل نكون بحاجة إلى
التسلسل الذي يجتهد القارئ في اكتشافه.








عند تدبر القرآن الكريم نقوم أولاً بتدبر الآية، فإذا فهمنا معانيها يصبح من السهل
علينا بعد ذلك أن نربط بين آيةٍ و أخرى. وبعدها يفترض أن نلحظ أنّ آيات السورة جاءت
في مجموعات، فإذا فُهمت معاني المجموعة الأولى، ثم فُهمت المجموعة الثانية، أمكن
أن نربط بين معاني المجموعات. وبعد أن ننتهي من فهم سورة كآل عمران، مثلاً، نقوم
بتدبر سورة النساء، فإذا فهمناها؛ كلمات وجُملاً، وآيات، ومجموعات، أصبح بإمكاننا
أن نربطها جميعاً بسورة آل عمران التي تسبقها. ولا يسهل علينا أن نربطها بسورة
المائدة، التي تليها، حتى نتدبر سورة المائدة أيضاً، وذلك في مستوى الكلمات،
والجمل، والآيات والمجموعات؛ فكمال الفهم للسورة الأولى، و كمال الفهم للسورة
الثانية، يؤدي إلى استكشاف الروابط والصلات بين السورتين، وهكذا... وتكون المفاجأة
أن نكتشف أنّ القرآن يفسر القرآن، ويتجلّى لنا بناءاً متكاملاً متراصاً. وسيبقى
الإنسان ينظر في تفاصيل هذا الكتاب العظيم في محاولتهِ لتصوّر البناء الكلي في صورة
أفضل، كما يفعل وهو يحاول أن يفهم الكون.










المتدبر للقرآن الكريم يلحظ أنّ بعض القَصص القرآني قد تكرر في أكثر من سورة.
والذين يظنون أنّ القرآن الكريم نزل فقط ليزوّد الناس بمعلومات ومعارف يرون في
التكرار ظاهرة غير إيجابية، وهم بذلك يذهلون عن حقيقة أنّ القرآن الكريم يربّي
الناس تربية شاملة، ومن ذلك تربيتهم على منهجيّة التفكير. والملحوظ أنّ القَصص
القرآني يختلف جذرياً عن القصص البشري، السرديّ المفصّل، بل هو، إن صحّ التعبير،
لقطاتٌ قد تطول قليلاً وقد تقصُر، ولكنها إن طالت تبقى في إطار القصة القصيرة، بل
القصيرة جداً. أما التكرار فهو ظاهري يتوهمه من يتلو القرآن الكريم من غير تدبّر،
أما أهل التدبّر فيعلمون أن لا تكرار إلا في الشكل، أما في الجوهر فلا تكرار. من
هنا نجد من المناسب أن نلفت الانتباه إلى الآتي:










1. القول بتكرار القصة القرآنيّة لا يعني أنه يتم تكرارها تفصيلياً، بل قد تزيد أو
تنقص في بعض التفاصيل والحيثيّات.






2. تختلف السياقات التي يتكرر فيها القَصص القرآني، مما يعني أنّ المعنى المستفاد
يختلف باختلاف السياق.






3. تُستبدل بعض المفردات أو الجُمل بغيرها، ويكون تقديم وتأخير في الألفاظ والجمل،
ويختلف الجَرْس، وتختلف الموسيقى، وتختلف فواصل الآيات.






4. واضح أنّ أهداف القصة القرآنية يغلب أن تختلف عن أهداف القصة في كتابات البشر،
من هنا تتعدد المقاصد عند تكرار القصة.






5. إن مثل هذا الأسلوب في التكرار يطوّر في منهجيّة
التفكير
لدى المتدبّر، لأنه يلاحظ الأنماط المحتملة، والصيغ التي يمكن
أن تتعدد، ثم يلاحظ التغييرات المطلوبة لتحقيق الانسجام مع السياق؛ من حيث المعنى
والجوهر، ومن حيث الشكل البلاغي، أي الثوب الذي لا بد أن تتجلى فيه المعاني. ثم هو
يلاحظ البدائل الممكنة من أجل خطاب مؤثر ومنتج...وحتى تتضح الفكرة نضرب مثالاً من
الطبيعة :






تتألف المادة من إلكترونات وبروتونات ونيوترونات. ومجموع هذا يسمّى ذرّةً،
ومجموع الذّرات يسمّى جُزيئاً، ومجموع
الجزيئات يسمّى مُركّباً. ومن هذه
الذرات، والجزيئات، والمركبات، تكون التنوعات التي تبدو لا متناهية. ولو أخذنا عنصر
البوتاسيوم
، كمثال، فسوف نجد أنّ اختلاف نسبة هذا البوتاسيوم في
النباتات المختلفة يؤدي إلى اختلاف الأطعام. ولا يقال إنّ طعم الموز، مثلاً، هو
نفسه طعم التفاح على اعتبار أنّ مردّه إلى البوتاسيوم؛ فقد أدى اختلاف النسبة في
البوتاسيوم إلى اختلاف كبير في المذاق. وإذا تعمّقنا أكثر نجد أنّ مكونات التفاحة
هي في الحقيقة إلكترونات وبروتونات ونيوترونات. وهذه هي نفسها مكونات الحديد،
والنحاس،.



..



فالتكرار في عالم المادة هو الأساس الذي يقوم عليه كل التنّوّع والثراء الذي يتصف
به الوجود، وإذا كان تكرار الكلمة لا بد منه، وتكرار الجملة لا بأس به، فإن لتكرار
القصة فوائد كثيرة، حيث يؤدّي ذلك إلى ظهور أبنية جديدة، ويعطي صوراً متنوعة، ويلهم
آفاقاً رحبة، ويكشف عن دروس غنيّة، ويخلق منهجيه في التفكير والاستنباط. وعليه فإنّ
المطلوب هنا أن نركّز الاهتمام من أجل محاولة استكشاف الأنماط التي تؤسس لمنهجيّة
سويّة.













:: القرآن
يُصحِّح ::
                         نظرات فى كتاب الله1 Print



بقلم :
بسّام جرّار








نص
القرآن الكريم، في سورة يوسف، على
دخول يعقوب، عليه السلام، وجميع أبنائه مصر، والآيات الكريمة توحي بأنهم قد سكنوها
واستقرّوا فيها. وليس هناك ما يشير إلى أنهم لم
يخرجوا منها حتى أخرجهم موسى، عليه السّلام
.



ومعلوم في التاريخ أنّ
المدّة بين يوسف وموسى، عليهما السلام، لا تقل عن أربعمائة وخمسين سنة. ومعلوم
أيضاً أنّ مُلك الهِكسوس، وكذلك الفراعنة من بعدهم، قد شمل بلاد الشام.





على ضوء ذلك من المتوقّع أن ينتشر
أبناء يعقوب، أي أبناء
إسرائيل
، وأحفاده خارج القطر المصري، ولا
مسوّغ للجزم ببقائهم جميعاً في مصر. هذا يفسر ما ورد في لوح مرنبتاح ابن رمسيس،



والمعروف عند المؤرخين بلوح إسرائيل، حيث ينص الفرعون مرنبتاح على إبادته لإسرائيل
التي كانت تسكن بلاد الشام. والعبارة الواردة في اللوح هي: "
وإسرائيل أُبيدت ولن يكون لها بذرة "
.


ويبدو أنّ قطاعاً من المستضعفين من بني إسرائيل قد تسرّبوا، فارّين من الاضطهاد
الفرعوني، وانضموا إلى أقاربهم الذين سبقوهم إلى بلاد الشام، خلال السنين المتطاولة
التي سبقت عصر الاضطهاد، مما جعل مرنبتاح يعمل على اجتثاث هؤلاء، حتى لا يكونوا
بؤرة جذب لكل من يصبو إلى التحرر من عبودية الفراعنة.

ومما يؤكّد ذلك ما ورد في بند
من بنود معاهدة عُقدت بين أحد ملوك الفراعنة وملك الحيثيين، حيث ينص هذا البند على
تسليم الهاربين والمجرمين والمهاجرين من إحدى الدولتين إلى الأخرى



.



جاء في الآية


83

من سورة يونس:
"
فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من
فرعون وملئهم أن يفتنهم
... "




وهذا يعني أنّ قلّة من الشباب هم الذين آمنوا لموسى، عليه السلام، أمّا بقيّة الشعب
من بني إسرائيل فاختلفت مواقفهم؛ فمنهم من استمرأ الذل وركن إلى الواقع، ومنهم من
هو على استعداد أن يلحق بالمؤمنين في حال هجرتهم.



ولا يُتصوّر أن يخرج الشعب
الإسرائيلي بالكامل، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح الفراعنة،
ممن هم مثل قارون:


" إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم
..."

القصص:76
.



بل إنّ هناك ملأ من بني إسرائيل كانوا يعملون لصالح نظام الفراعنة، بدليل قوله
تعالى في آية سورة يونس:
" على خوف
من فرعون وملئهم


...
"




وكيف يمكن لشعب يعد بمئات الألوف، بل هو أكثر من ذلك، أن يخرج خلسة، وأنّى لغير
المؤمن منهم أن يثق بموسى، عليه السلام، فيخرج إلى عالم المجهول ؟! بهذا نكون قد
خلصنا إلى نتيجة تقول:


هناك ما يدل على خروج بعض أبناء إسرائيل قبل مجيء موسى، عليه السلام، إلى مصر.



ولا
يوجد ما يُثبت خروج كل بني إسرائيل مع موسى، عليه السلام
،

بل إنّ الأقرب إلى العقل ومنطق الأمور أن تبقى الأكثرية في مصر وتخرج فقط الأقلية
المؤمنة ومن يواليها ويتبعها لسبب أو آخر.






هناك أدلة كثيرة تُثبت أنّ فرعون الخروج هو مرنبتاح بن رمسيس الثاني. ولا
مجال هنا لتقديم هذه الأدلة، ولكن من اللافت أنّ

الوثائق الفرعونية تنص على حصول فوضى واضطرابات بعد موت مرنبتاح، بل
نجد أنّ السلطة الفرعونية تتهاوى ويسيطر على العرش شخص يوصف بأنّه آسيوي سمّته بعض
المصادر


(
أرسو)



.
ومن يتدبّر الآيات القرآنية يدرك أنّه بعد غرق فرعون وجنده ورموز سلطته سيطر الشعب
الذي ينتمي إلى طوائف شتى، ومنهم شعب بني إسرائيل، على كل ما تركه الفرعون وأركان
سلطته. انظر قوله تعالى:

"
فأخرجناهم من جنّات وعيون، وكنوز ومقام كريم، كذلك وأورثناها بني إسرائيل،
فأتبعوهم مشرقين
"


الشعراءSad57-60)
.







فبمجرد خروج الفرعون تمّ الإرث، بدليل استخدام الفاء في قوله تعالى:



" فأتبعوهم مشرقين "

.

ولم
يكن شعب إسرائيل هو الوارث الوحيد، بل إنّ هناك شعوباً أخرى كانت في الطبقات
الأدنى. انظر قوله تعالى:

" كم تركوا من جنّات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونَعمة
كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوماً آخرين
"


الدّخانSad25-28)



.


ويبدو أنّ بني إسرائيل كانوا في الدائرة الأقرب إلى القصور الفرعونية، بدلالة قوله
تعالى في آيات سورة الشعراء
:"
وكنوز ومقام كريم "



أمّا الدائرة الأبعد، وهي الأراضي والسهول، فقد وقعت تحت سلطة آخرين، بدليل قوله
تعالى:
"
وزروع ومقام كريم... وأورثناها قوماً آخرين"



.




أمّا الذين خرجوا مع موسى، عليه السلام، وحكم الله تعالى فيهم أن يتيهوا في
الأرض أربعين سنة، فربما أصبحوا في هذه المدة بؤرة جذب لبعض من بقي في مصر، ثم
أورثهم الله تعالى الأرض المباركة، بدلالة قوله تعالى:
"
وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض
ومغاربها التي باركنا فيها
.."
(الأعراف:
137).





فالميراث الفوري كان لمن بقي في مصر، أمّا ميراث الأرض المباركة فكان بعد زمن
التيه. وعلى هؤلاء من بني إسرائيل نزلت التوراة، أمّا البقيّة، قلّت أم كثرت، فقد
اختلطت بالشعوب الأخرى وبالتالي لم تتميّز، لأنها لم تتهوّد .






جاء في الآية


32

من سورة الدخان:"ولقد اخترناهم على علم على
العالمين
"
. فخروج موسى، عليه السلام، بمن آمن له من بني إسرائيل،
وتلقيهم التوراة، كل ذلك كان باختيار ربّاني.

وعلى الرغم من مفاسدهم وضلالاتهم
وانحرافهم، فقد خرج منهم بعد حين دعاة هداة؛ جاء في الآية


159

من سورة الأعراف:"ومن قوم موسى أمّةٌ يهدون بالحق
وبه يعدلون
"
. وجاء في الآية

168
:"وقطّعناهم
في الأرض أمماً منهم الصالحون ومنهم دون ذلك
...".

فاختيارهم، إذن، واختيار الأرض المقدّسة لتكون المحضن والمنطلق، كل ذلك كان على
علم وعن حكمة ربّانية؛ انظر ما ورد عن عهد طالوت، ثم انظر ما ورد عن عهد داود
وسليمان، عليهما السلام، ثم انظر إلى اختيار الله تعالى لآل عمران، وانظر الأجواء
التي عاشتها مريم، عليها السّلام.






صحّ في الحديث الشريف أنّ الله تعالى كان يبعث الرسل إلى أقوامهم خاصّة، حتى
جاء زمن الرسالة العامّة المتمثلة في الإسلام. وخصوصيّة الرسالات السابقة تعني أنها
مرحليّة، وهذا ينطبق على التوراة التي كانت خاصّة ببني إسرائيل. من هنا كانت
اليهوديّة قاصرة على بني إسرائيل.



وقد كان خروج اليهود
(


بني إسرائيل
)
عن تعاليم التوراة على صورتين؛ الأولى بالتحريف، والثانية بمقاومة الإصلاح والتصويب
الذي كانت تأتي به الرسل والأنبياء. جاء في الآية


78

من سورة المائدة:" لُعِن الذين كفروا من بني
إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
"
.


فاللعن إذن كان للذين كفروا منهم، وهذا يعني أنّ هناك فئة آمنت وصحّحت مسيرتها،
وهذا ما كان يحصل في كل مرحلة. وعندما جاء الإسلام وجدنا منهم من يسلم لله تعالى،
واستمر ذلك إلى يومنا هذا.








بمرور الزمن، ونتيجة لاستمرار الفرز عبر المراحل المختلفة، ونتيجة لاعتناق
أقوام متعددة لليهودية، فقد أصبحت اليهودية ديناً يضم أجناساً مختلفة



. من هنا نجد
أنّ علماء الأجناس يقولون: إنّ أكثر من 90%
من يهود العالم لا علاقة لهم اليوم ببني إسرائيل، بل إنّ الغالبية العظمى من بني
إسرائيل قد اعتنقوا الإسلام، وبالتالي لم يعد بالإمكان تمييزهم عن غيرهم من
الأجناس.



أمّا الادعاء الصهيوني بأنّ اليهود هم أبناء يعقوب، عليه السلام، فإنه
أسطورة سُطّرت لأهداف سياسية، ولا مكان لهذا الادّعاء في الدراسات التاريخية
الجادّة. صحيح أنّ اليهودية نزلت إلى بني إسرائيل، وصحيح أيضاً أنّ الغالبية من بني
إسرائيل قد صوّبت مسيرتها مع الأنبياء والمرسلين.



أمّا الذين بقوا على عنادهم
وقاوموا دعوات الإصلاح، وركنوا إلى الأساطير، وجذبوا إليهم أمثالهم من الأمم
الأخرى، فهم الذين أفاض القرآن الكريم في وصفهم، وكشف حقيقتهم، وبيّن خطورة موقفهم
من دعوة الحق التي جاءت بها الرسل عليهم السّلام.









:: وما هو على الغيب بضنين ::
                         نظرات فى كتاب الله1 Print





بقلم:
بسّام جرّار











قال

تعالى في حق القرآن الكريم:"..إنّه لقولُ رسولٍ
كريم، ذي قوةٍ عند ذي العرش مكين، مُطاع ثَمّ أمين، وما صاحبكم بمجنون، ولقد رآه
بالأفق المُبين، وما هو على الغيب بضنين، وما هو بقول شيطانٍ رجيم
...".


التكوير(19 – 25)










يذهب أكثر أهل التفسير إلى أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، هو المقصود
بقوله تعالى:" وما هو على الغيب بضنين":
أي أنّ الرسول، عليه السلام، ليس ببخيل بما جاءه من الوحي، إذ الوحي غيب.

ولكن
استخدام

(على)

يُضعف هذا القول، لأننا نقول: بخيلٌ
بالمال
، ولا نقول:
بخيلٌ على المال
.وقد لاحظ بعض
المفسرين هذا فقالوا: إنّ

(ضنين)


قُرئت أيضاً

(ظنين)

وعليه يصبح المعنى
:
ليس محمد بمُتَهم
،
فهو إذن أمين على ما جاءه من الغيب.






الذي نراه هنا أنّ الضمير

(هو)

يرجع إلى القرآن الكريم، وليس إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، بدليل قوله تعالى:"
وما هو على الغيب بضنين، وما هو بقول شيطان
رجيم
..."،
ويؤيّد ذلك ما ورد في الآيات التي تسبق:" إنه
لقول رسول كريم
...".


وعليه يكون المعنى:
ليس القرآنُ على الغيب ببخيل
.ولا
يصحّ هنا أن نقول إنّ حروف الجر ينوب بعضها عن بعض فيكون المعنى:
ليس القرآن بالغيب
ببخيل
،لأنّ القول إنّ

(
على)
هنا بمعنى الباء يجعلنا نتساءل عن سرّ عدم استخدام

الباء
،
في الوقت الذي يؤدي استخدام


على

إلى إشكال في الفهم ؟!






يمكن تقسيم الكون المخلوق إلى عالَمين؛ عالم غيب، وعالَم شهادة، فما جهله
الإنسان فهو عالم الغيب، وما علمه فهو عالَم شهادة. ومعلوم أنّ اطّلاع الإنسان على
عالم الغيب إمّا أن يكون عن طريق
الحس، أو العقل، أو الخبر الصادق
.
والتطور العلمي للإنسان يعني اتساع مساحة عالم الشهادة على حساب مساحة عالم الغيب.


وعندما نؤمن بأنّ الله تعالى هو مطلق العلم فإنّ ذلك يعني أنّه لا يوجد في حقه
سبحانه غيب، بل كل الوجود عنده شهادة. وعليه فإنّ معنى أنّه تعالى
عالم الغيب والشهادة
:
أنه سبحانه عالم لما يشهده الخلق، ولما يغيب عنهم.






وُصِف القرآن الكريم، وكذلك كل الرّسالات الربّانية، بأنّه نور.
والنور
كلّ
ما يُوصلك إلى حقائق الأشياء
، وينقل هذه الأشياء من عالم الغيب إلى عالم
الشهادة. فالقرآن نور لا يبخل على عَالَم الغيب أن يُجلّيه فيجعله عالم شهادة، فهو
يحتوي على العلم الكافي لكي يطل الإنسان على الغيوب،



الغيب محتاج إلى أن تُلقى
عليه الأضواء، ليخرج من عالم الجهل إلى عالم العلم. وعليه نُرجّح أن يكون المقصود
بقوله تعالى: "وما هو على الغيب بضنين"،أنّ القرآن الكريم، بما فيه من علم ومعرفة، لا يَضِنُّ على عالم الغيب أن
يُجلّيه ويجعله عالم شهادة.






عندما ينعكس نور القرآن الكريم في عالم الاجتماع، مثلاً، تتجلى حقائق هذا
العالم... وهكذا في كل عالم. على ضوء ذلك يمكن أن نفهم، بشكل أفضل، بعض دلالات قوله
تعالى في حق القرآن الكريم:" تِبياناً لكلِّ شيء"؛
فهو المبين لكل شيء، وما من غيب إلا والقرآن قابل لتبيينه.



وعليه ليس بالضرورة أن
توجد الأشياء كلّها في القرآن الكريم، ولكنّ نور القرآن الكريم يُجلّي كل الأشياء،
أي كلّ الغيوب، فيحيلها إلى شهادة. من هنا ندرك أنّ استخدام حرف

(
على)


في قوله تعالى: "وما هو على الغيبِ بضنين"
لا يمكن الاستعاضة عنه بحرف الباء، لأنّ الآية لو كانت:

(
وما
هو بالغيب بضنين
)،
لكان المعنى أنّ الغيوب فيه ثم هي تخرج منه، فتتجلّى في عالم الواقع. وهذا غير
مفهوم، بل إنّ الغيوب هي عالم آخر يقوم نور القرآن الكريم بتبيينها وتجليتها.






وخلاصة الأمر أنه بإمكاننا، مستنيرين بالقرآن الكريم، أن نجعل عالم الغيب
عالم شهادة، سواء أكان الأمر يتعلق بالماضي، أو بالحاضر، أو بالمستقبل. وسواء أتعلق
ذلك بالاجتماع، أو الاقتصاد، أو النفس... وهذا يعني أنّ مِن كَرم القرآن الكريم
أنّه لا يَضنُّ على الغيب بنوره المُبين:" وما هو
على الغيب بضنين
"
.







::



وعَلّم آدم الأسمــــاء ::
                         نظرات فى كتاب الله1 Print


بقلم:
بسّام جرّار








لمّا

كان الأمر يتعلق بأهليّة الخلافة على الأرض، جاءت القدرة على
تعلّم الأسماء
والنطق بها لتحسم المسألة
لصالح المخلوق الذي يملك هذه القدرة. وهذا يعني أنّ القدرة اللّغوية هي الركن
الأساس في مسألة الخلافة، وبناء الحضارات.



ومعلوم أنّ هذه القدرة لها أساس مادّي،
يتمثل بالحنجرة واللسان وما يرافقهما. ولها أساس عقلي، ينمو بنمو الإنسان. ولا يزال
الأساس العقليّ سراً من الأسرار، مما يجعلهُ محل جدل بين العلماء المختصّين.






البداية تكون بتعليم الأسماء، ويكون ذلك عن طريق الربط بين الصوت والصورة الحسيّة؛
فإذا أردنا أن نُعلّم الطفل كلمة كأس
،
مثلاً، أحضرنا له كأساً، ثم كررنا على مسمعه كلمة كأس ونحن نشير إلى الكأس.

هنا يقوم الطفلُ بالربط بين الصوت والصورة الحسيّة. فإذا تمّ التّعلم تكوّن لدى
الطفل القدرة على لفظ كلمة كأس، وذلك عندما يُحسّ أو يتخيّل الكأس. وتكون
لديه القدرة على تخيّل الكأس عندما يسمع لفظة كأس؛ فالصورة الحسيّة تستدعي اللفظة،
واللفظة تستدعي الصورة،.. وهكذا.






أمّا تعلّم الحرف
والفعل
فهو أكثر تعقيداً، فالحرف

(في)،
مثلاً، يستلزم عناصر عدّة؛ فإذا أردتَ أن تعلّم الطفل أنّ الماء في الكأس فإنّك
تحتاج كأساً، ثمّ تُحضر ماءً، وتسكب هذا الماء في الكأس، ثم تقول للطفل: الماء في
الكأس.

وكذلك الأمر في الأفعال؛ فلكي يتعلم الطفل معنى كلمة
(ضرب)
لا بدّ أن يكون هناك ضارب ومضروب وأداة ضرب وفعل ضرب، كمقدمات ضروريّة لتفهيم الطفل
معنى كلمة ضرب.







جاء
في الآيات
(31،
32، 33
)

من سورة البقرة:" وعلّم آدم الأسماءَ كلها ثم
عرضَهُم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا
علمَ لنا إلا ما علّمتنا إنّك أنت العليمُ الحكيم. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم،
فلمّا أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيبَ السماواتِ والأرض، وأعلم ما
تُبدون وما
كنتم تَكتمون"

.





إذا
أخذنا بظاهر النص القرآنيّ الكريم يمكن أن نقول إنّ الأسماء، في هذه الحادثة
الجليلة، كانت لمُسمّيات عاقلة، وذلك لقوله تعالى في حق هذه المسمّيات:"
عرضهُم
..
هؤلاء.. بأسمائهم
".

وهذا قد يفسر لنا المقصود
بقوله تعالى:"وعلّم آدم الأسماءَ كلّها"،
أي أنّ آدم، عليه السلام، قد تعلّم كلّ
أسماء المسميات العاقلة التي ستكون محل امتحان لآدم وللملائكة، عليهم السلام.



وقد
استطاع آدم، عليه السلام، أن يخبر بجميع أسماء الكائنات العاقلة التي عُرضت في
الامتحان، أي أنّه أنجز


100%

.




وهنا قد يثور سؤال: ولكنّ الله تعالى هو الذي علَّم آدم، عليه السلام، فأين الفضل
لآدم في ذلك؟!




نقول: المقصود هنا قابليّة التعلّم والأداء، أي الاستعداد الفطري؛ جسديّاً،
وعقليّاً، ونفسيّاً. ويبدو أنّ ذلك لا يتوفر للملائكة في أصل فطرتهم: "سبحانك
لا علم لنا إلا ما علّمتنا
"
.




نعم، هذا هو الأساس المطلوب للخلافة على الأرض، وهذا هو الاستعداد الفطري الأولي
الذي لا ب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
osama

راجع يشارك
راجع يشارك



الساغة الأن :
الاقامة : مصر
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 134
نقاط : 267
تاريخ التسجيل : 03/08/2010

                         نظرات فى كتاب الله1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات فى كتاب الله1                            نظرات فى كتاب الله1 Empty8th أغسطس 2010, 12:19 am

اتمنى من الله عزوجل ان ينال هذا الموضوع اعجابكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظرات فى كتاب الله1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى راجعون الى الله :: المنتدى الاسلامى العام :: القرأن الكريم-
انتقل الى:  
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط راجعون الى الله على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى راجعون الى الله على موقع حفض الصفحات