في محكمة عسكرية سياسية انعقدت في الخرطوم في أواخر عام 1969م ، سأل رئيس المحكمة الشاهد أن يصف بيت المتهم ، الذي كان تحت الإنشاء ، فقال الشاهد وهو مهندس: أنا لم أدخل البيت وإنما كنت في زيارة عابرة مع المتهم وقد رأيته من الخارج فقط..
رئيس المحكمة: يعني رأيت فقط الديكور..
الشاهد: سعادتك الديكور يكون من الداخل..
وفي محاكمة مماثلة انعقدت في عام 1971م جرى ما يلي:
الاتهام: هل كنت تشارك في الاجتماعات التي كانت تعقدها زوجتك في منزلك.
الشاهد: الاجتماعات كانت سرية ولم أكن أشارك فيها.
الاتهام: وماذا كانت تدور في الاجتماعات المذكورة!!؟..
وفي النصف الثاني من السبعينات وبينما كان أستاذنا يدرسنا مادة المنظمات الدولية قال: تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا دورياَ في ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر كل عام. ثم قال: ولكن ماذا يكون الحال إذا صادف يوم الثلاثاء أن كان عطلة كأن يكون يوم الأحد مثلاَ!!؟.. وكان أستاذنا الدكتور مفيد شهاب أكثرنا ضحكاَ..
وفيما يلي مقتطفات أفردها ابن الجوزي للقضاة في كتابه "أخبار الحمقى والمغفلين"..
قاضٍ لا يميز بين المدح والهجاء: عن ابن الأعرابي قال: خاصم أبو دلامة رجلاً إلى عافية فقال: الرجل: لقد خاصمتني غواة الرجال وخاصمتهم سنةً وافيه فمن كنت من جوره خائفاً فلست أخافك يا عافيه فقال له عافية: لأشكونك لأمير المؤمنين قال: لم تشكوني قال: لأنك هجوتني.
قال: والله لئن شكوتني إليه ليعزلنك قال: لم قال: لأنك لا تعرف الهجو من المدح.
عافية هذا هو ابن زيد القاضي ولاه المهدي القضاء على بغداد.
قاضٍ عزل نفسه: قال: حدث عبد الرحمن بن مسهر قال: ولاني القاضي أبو يوسف القضاء بجبل.
وبلغني أن الرشيد منحدر إلى البصرة فسألت أهل جبل أن يثنوا علي فوعدوني أن يفعلوا ذلك وتفرقوا فلما آيسوني من أنفسهم سرحت لحيتي وخرجت فوقفت له فوافى وأبو يوسف في الحراقة فقلت: يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل قد عدل بينا وفعل وصنع وجعلت أثني على نفسي فرآني أبو يوسف فطأطأ رأسه وضحك فقال هرون: مم تضحك فقال: إن المثني على نفسه هو القاضي.
فضحك هرون حتى فحص رجليه وقال: هذا شيخ سخيف سفلة فاعزله فعزلني.
الأمير أخر الجمعة: عن علي بن هشام أنه قال: كان للحجاج قاضٍ بالبصرة من أهل الشام يقال له أبو حمير فحضرت الجمعة فمضى يريدها فلقيه رجل من العراق فقال له: يا أبا حمير فأين تذهب قال: إلى الجمعة فقال: ما بلغك أن الأمير قد أخر الجمعة اليوم فانصرف راجعاً إلى بيته فلما كان من الغد قال له الحجاج: أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا الجمعة قال: لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخر الجمعة فانصرفت.
فضحك الحجاج وقال: يا أبا حمير أما علمت أن الجمعة لا تؤخر.
لا يفرق بين العم والخال: قال المدائني: استعمل حيان بن حسان قاضي فارس على ناحية كرمان فخطبهم فقال: يا أهل كرمان تعرفون عثيمان بن زياد هو عمي أخو أمي.
فقالوا: فهو خالك إذن.
قال ابن خلف: وسقط الذباب على وجه قاضي عبدان فقال: كثر الله بكم القبور