كلف الرئيس حسني مبارك, وزير الخارجية أحمد أبوالغيط, باستدعاء سفير الجزائر في القاهرة, لكي ينقل لبلاده مطالبة مصر بتحمل مسئولياتها في حماية المصريين علي أراضيها, وحماية مختلف المنشآت والمصالح المصرية في الجزائر, وقد تم استدعاء السفير الجزائري, وابلاغه باستياء مصر البالغ من الاعتداءات التي تعرض لها المصريون علي أيدي مشجعين جزائريين في السودان, كما قررت مصر استدعاء سفيرنا لدي الجزائر أمس للتشاور. وفي رد فعل سريع استدعت الخارجية الجزائرية السفير المصري لديها لبحث الموقف.
وكان الرئيس حسني مبارك, قد عقد اجتماعا موسعا أمس, بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة حضره الدكتور أحمد نظيف, رئيس مجلس الوزراء, والدكتور فتحي سرور, رئيس مجلس الشعب, والسيد صفوت الشريف, رئيس مجلس الشوري, وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية, وحبيب العادلي وزير الداخلية, وأنس الفقي وزير الإعلام, والدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية, والمهندس أحمد المغربي وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية, وأحمد شفيق وزير الطيران المدني, والوزير عمر سليمان, والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية, والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة, والمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة, والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الرئيس تابع خلال الاجتماع تنفيذ تكليفاته لرئيس مجلس الوزراء, والأجهزة المصرية المعنية, والتي كان قد أصدرها مساء أمس الأول بعد انتهاء المباراة لتأمين عودة المواطنين المصريين, وبعثة منتخب مصر القومي من السودان.
وكان الرئيس قد اطمأن ـ طوال ليلة أمس الأول وحتي فجر أمس ـ علي عودة المواطنين المصريين دون أي خسائر في الأرواح, وتلقي خلال اجتماع أمس تقارير الأجهزة المصرية حول ما تم من تنسيق مع الإخوة في السودان, الذين بذلوا ما في وسعهم من جهد مشكور للتصدي للأعمال الغوغائية التي مورست في حق المصريين عقب خروجهم من استاد( أم درمان).
ويستقبل الرئيس مبارك لاعبي المنتخب الوطني وجهازهم الفني واتحاد الكرة في العاشرة من صباح الاثنين المقبل بمقر رئاسة الجمهورية تقديرا لهم ولدورهم والجهد الذي بذلوه من أجل تحقيق حلم التأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا, وتأكيد دعمه للفريق والرياضة بصرف النظر عن الفوز أو الهزيمة. وكان الرئيس مبارك, قد أجري اتصالا بالفريق عقب المباراة أشاد فيه بدورهم وجهدهم طوال المباراة, وطالب اتحاد الكرة بالمحافظة علي كيان الفريق, وتأكيده علي استحقاقهم كل الدعم والمساندة.
وقد وصلت بعثة المنتخب المصري لكرة القدم إلي مطار القاهرة أمس علي متن طائرة خاصة برفقة السيدين جمال وعلاء مبارك, وتأكد عدم إصابة أي من أعضاء بعثة المنتخب, كما وصلت أمس18 طائرة مصرية تحمل أغلب الجمهور المصري.
ولم يغادر السيدان جمال وعلاء مبارك الأراضي السودانية إلا بعد أن تأكدا من أن كل الإجراءات تم اتخاذها لحماية الجمهور المصري, وضمان عودته بسلام إلي أرض الوطن, وكذلك لم يغادر المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني, والسفير المصري أرض مطار الخرطوم إلا بعد اطمئنانهما علي سلامة كل الجمهور المصري.
ووصف علاء مبارك ما حدث في السودان من اعتداءات علي الجمهور المصري بأنه ارهاب قامت به مجموعة من المرتزقة.
وقال في مداخلة تليفزيونية أمس ـ بوصفه مواطنا مصريا ـ إنه يرفض الاعتداء علي كرامة أي مصري ولابد من وقفة قوية, وضرورة تقديم شكوي للفيفا بكل ما حدث وطالب بمساندة المنتخب الوطني الذي يستحق التحية علي ما بذله من جهد كبير طوال الفترة الماضية.