مجالسة أهل الأهواء ومجادلتهم

حَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قالَ: قالَ أبو قِلابة: لا تُجَالِسُوا أَهْلَ الأهْوَاءِ ولا تُجَادِلُوهم، فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكم في ضَلالَتِهِم أو يَلْبِسُوا عَلَيْكُم ما كُنْتُم تَعْرِفُون. قالَ أَيُّوبُ: وكانَ - والله - مِنَ الفُقَهاءِ ذَوي الألبابِ.

يقصد أبا قلابة، هذا أيضا أثر عظيم يفسر ما سبق، لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، لا تجالس ولا تجادل، نحتكم إلى السنة ما رضي بالسنة لا تجادل، نحتكم إلى آثار السلف؛ لأنهم الآن يقولون الفكر، الفكر هذا لا يهمنا الفكر هو إفرازات البشر، يفكر أو يقول: فلان مفكر، هذا التفكير يعني ما يفرز عقله.

هذا لا يهمنا إذا أراد الوحي نأتي الوحي، وإن يقل لنا: أنتم أخطأتم الفهم، وليقل: هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا بأس نتحاكم للوحي، ما يريده لا نريد الجدل نريه الذل والهجر، لا نريد الجدل، نعم، لا تجالسوهم ولا تجادلوهم، ثم ذكر العلة التي سبقت: لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم؛ هذا لو صدقته واتبعته يغمسك في الضلالة ويرديك إلى النار، أو إذا ما صدقته مثلما قال عبر عنه الحسن قال: يورث قلبك. هنا يقول أبو قلابة: يلبس عليك بعد ما كنت تعرف، يعني أشياء كنت متأكد مثل الشمس أمامك بعد ما سمعت التشويش منه والشبهات أصبح بينك وبينها تشويش، هذا من آثار الجلوس إليهم، ورحم الله السلف ما كان عندهم من النور والعلم.

يقول أيوب السختياني: كان والله أبو قلابة من الفقهاء ذوي الألباب. وهذه قالها في مجال آخر أيضا يقول أبو قلابة: اختلفت الأهواء يجتمعوا في أمر واحد وهو السيف على أمة محمد.

قال في كلمة نقلها عنه الدارمي في مقدمة السنن وغيرها، قال: اعتبر بأهل الأهواء كلهم يرون السيف على أمة محمد يستحلون الدماء.

قال: وإن النفاق كان ضروبا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم ومنهم إلا أنهم اجتمعوا في التكذيب، وإن أهل الأهواء اختلفت أهواؤهم فاجتمعوا في السيف، يرون السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الرافضة يرون السيف، الخوارج يرون السيف، حتى الإرجاء يرون السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ترى مبتدعا لا إذا مكن أسرف في الدماء في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، حتى الأحزاب الأخرى الليبرالية وغيرها إذا مكنوا أسرفوا في الدماء في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

فقال أبو قلابة مما أعطاه الله من نور قال: والله لا تئول بهم هذه البدع إلا إلى السيف، كلهم يدندنون على السيف على أمة محمد، فقال أيوب وغيره من السلف: كان والله أبو قلابة من الفقهاء ذوي الألباب الذين أعطاهم الفهم والنور. نعم.