تقدير الاشياء بقيمتها الحقيقيه

بسم الله الرحمن الرحيم


حين يمر الإنسان بضائقة في حياته ..

عليه الأ يجعل الهم رفيق عمره .. وجليسه ..





بل يعطي الأمور حجمها .. وأن يعيش لنفسه قليلا .. لا أنانيه .. بل

ليستطيع .. أن ينتج في حياته ..

ولا يجعل نفسه مسرحا لجلد نفسه ولومها .. على كل صغير وكبير

فقد يضيع العمر .. فيما لاينفع ..غير سم يجرعه ..


خذ هذه القصة .. مع تعليق أحد المشائخ

انها قصة (تولستوي) الفيلسوف الروسي الكبير وخصامه مع زوجته

تقول دائرة المعارف البريطانية عن هذا الأديب الكبير


(( انه في خلال العشرين سنة الأخيرة .. من حياته كان أخلق رجال العالم

بالتقدير والإحترام كان المعجبون به يحجون الى بيته في سيل لاينتهي

ليتملوا بطلعته كانت كل كلمة تخرج من فمه تدون في الصحائف كما لو كانت نبوءة رسول

هكذا كانت حياته العامه .. أما حياته الخاصة فإن تصرفاته وهو شيخ في السبعين

كانت أشد حمقا من صبي في السابعة !!


تزوج (تولستوي) من فتاة أحبها ، وسعد الزوجان في بداية أمرهما

إلا ان الزوجة كانت غيورا بطبعها .. حتى انها اعتادت التخفي في زي الفلاحات

والتجسس على زوجها .. وتفاقمت على مر الأيام غيرتها

فإذا هي تغار على زوجها من بناتها !!

وأمسكت مرة بندقية وأحدثت بها ثقبا في صورة ابنتها بدوافع الغيرة !!



فماالذي فعله زوجها ردا على هذا؟؟؟ !!!


أنشأ يكتب مذكرات يلوم فيها زوجته ويحملها تبعة الشقاق الذي يغمر بيته

انه أراد أن تنصفه الأجيال القادمة وتصب اللوم كله على زوجته

ولذلك عكف على الكتابة ضدها ..






فماذا ترى فعلت زوجته ردا على ذلك ؟؟؟


مزقت جانبا كبيرا من هذه المذكرات وأحرقته ..


ثم أخذت تكتب مذكرا أخرى ترد بها على زوجها ..

وتكيل له الصاع صاعين ..

بل انها كتبت في ذلك قصة .. أسمتها ,, (غلطة من ؟! )



قال ديل كارينجي : (( ما دوافع هذا كله ؟؟؟






ولماذا أحال هذان الزوجان منزلهما

الى ما يشبه مشفى المجانين ؟؟ إن هناك سببا أصيلا .. لهذا البلاء هو رغبة الزوجين

كليهما في التأثير علينا نحن الاجيال التالية ..

لقد أراد كل منهما ... أن ننصفه .. وأن نسخط على صاحبه ..

فهل تظن أحدا منا يهتم أيهما كان المصيب ؟؟ وأيهما كان المخطئ ؟؟ كلا !

فأنا وأنت مشغولان بشؤننا الخاصة ، ولسنا نملك دقيقة واحدة في آل تولستوي الكرام

فيا له من ثمن فادح دفعه هذان الزوجان .. لقد قضيا خمسين عاما في جحيم مقيم

دون أن يُلهَم أحدهما كلمة (كفى) ودون أن يفطن أحدهما الى

وجوب تقدير الأشياء بقيمتها الحقيقية

إننا نسمم حياتنا من أجل توافه لاقيمة لها !! ))


ولابد من لفت الأنظار الى شئ


هو أن الإنسان قلما يذكر نهاية لحياته ..





فهو إن.. سر.. أو حزن .. يبالغ في استصحاب هذه المشاعر ..

وتوسيع نطاقها ، غير مفكر البته .. أنه سيفارقها يوما إن لم تفارقه


ألا ينبغي ذكر هذه الحقيقة ؟


إن ذكرها يضع حدودا حدودا حاسمة لشتى أنواع الغرور والحمق والاستطالة التي تطيش بالالباب

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أي المؤمنين أكيس ؟


قال : أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسنه لما بعده استعدادا