|
| "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً..." | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سعد يونس النائب الاعلامى للمدير
الساغة الأن : الاقامة : الجيزة الجنس : عدد المساهمات : 7089 نقاط : 13464 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً..." 22nd أبريل 2010, 3:11 pm | |
| "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً..."
من هو الشهيد؟???? وبم خصه الله وميّزه؟
وهل يتألم الشهيد عند قتله? وهل صحيح أن الأرض لا تأكل أجساد الشهداء؟
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل
أحياء عند ربهم يُرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم
يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) - سورة »آل عمران -
169 - 170«.
جاء في كتب التفسير لهذه الآية الكريمة ما يأتي: لا تحسبن أن الذين جاهدوا
في سبيل الله وقتلوا أمواتاً لا يبعثون ولا يجازون على ما قدموه من تضحية
وشجاعة واستبسال... لا إنهم إحياء بعد استشهادهم مكرمون عند ربهم مختصون
بتلك المكانة العليا التي استأثروا بها (فالعندية) عندية مكان وتشريف. لا عندية
مكان وحدود.
هم أحياء عند ربهم مؤكدة ثابتة دليل قوله تعالى: (يُرزقون) والحياة التي عناها
القرآن وأكدها هي حياة غيبية الله أعلم بها.. هؤلاء الشهداء فرحون مغتبطون
بما رأوه من نعيم مقيم وفضل كبير وإكرام جليل من الله لهم.
وهم يستبشرون ويفرحون بما يتجدد لهم من نعمة الحياة عند ربهم ورزقه لهم
ويفرحون بما آتاهم الله من فضله. إن جلاء هذه الحقيقة الكبيرة ذو قيمة ضخمة
في تصور الأمور.
إنها تعدل - بل تنشئ إنشاء - تصور المسلم للحركة الكونية التي تتنوع معها
صور الحياة وأوضاعها, وهي موصولة لا تنقطع, فليس الموت خاتمة المطاف
بل ليس حاجزاً بين ما قبله وما بعده على الإطلاق.
انها نظرة جديدة لهذا الأمر, ذات آثار ضخمة في مشاعر المؤمنين, واستقبالهم
للحياة والموت, وتصورهم لما هنا وما هناك.
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).
والآية نص في النهي عن حسبان ان الذين قتلوا في سبيل الله, وفارقوا هذه
الحياة, وبعدوا عن أعين الناس.. أموات.. ونص كذلك في إثبات أنهم (أحياء)..
(عند ربهم). ثم يلي هذا النهي وهذا الإثبات, وصف ما لهم من خصائص
الحياة. فهم (يرزقون). ومع اننا نحن - في هذه الفانية - لا نعرف نوع الحياة
التي يحياها الشهداء, إلا ما يبلغنا من وصفها في الأحاديث الصحاح... إلا أن
النص الصادق من العليم الخبير كفيل وحده بأن يغير مفاهيمنا للموت والحياة,
وما بينهما من انفصال والتئام.
وكفيل وحده بأن يعلمنا ان الأمور في حقيقتها ليست كما هي في ظواهرها التي
ندركها, واننا حين ننشئ مفاهيمنا للحقائق المطلقة بالاستناد إلى الظواهر التي
ندركها, لا ننتهي إلى إدراك حقيقي لها, وانه أولى لنا أن ننتظر البيان في شأنها
ممن يملك البيان سبحانه وتعالى.
فهؤلاء ناس منا, يقتلون, وتفارقهم الحياة التي نعرف ظواهرها, ويفارقون الحياة
كما تبدو لنا من ظاهرها. ولكن لأنهم: »قتلوا في سبيل الله«, وتجردوا له من
كل الأعراض والأغراض الجزئية الصغيرة, واتصلت أرواحهم بالله, فجادوا
بأرواحهم في سبيله. لأنهم قتلوا كذلك, فإن الله - سبحانه - يخبرنا في الخير
الصادق, أنهم ليسوا أمواتاً. وينهانا أن نحسبهم كذلك, ويؤكد لنا أنهم أحياء عنده,
وأنهم يرزقون. فيتلقون رزقه لهم استقبال الأحياء.. ويخبرنا كذلك بما لهم من
خصائص الحياة الأخرى. (فرحين بما آتاهم الله من فضله) فهم يستقبلون رزق
الله بالفرح, لأنهم يدركون أنه (من فضله) عليهم.
فهو دليل رضاه وهم قد قتلوا في سبيل الله. فأي شيء يفرحهم إذن أكثر من رزقه الذي يتمثل فيه رضاه? ثم هم مشغولون بمن وراءهم من إخوانهم, وهم مستبشرون لهم, لما علموه من رضى الله عن المؤمنين المجاهدين: (ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين). إنهم لم ينفصلوا من إخوانهم »الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم« ولم تنقطع بهم صلاتهم. إنهم (أحياء) كذلك معهم, مستبشرون بما لهم في الدنيا والآخرة. موضع استبشارهم لهم: (أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)... وقد عرفوا هذا واستيقنوه من حياتهم (عند ربهم) ومن تلقيهم لما يفيضه عليهم من نعمة وفضل, ومن يقينهم بأن هذا شأن الله مع المؤمنين الصادقين. وأنه لا يضيع أجر المؤمنين. فما الذي يبقى من خصائص الحياة غير متحقق للشهداء - الذين قتلوا في سبيل الله? - وما الذي يفصلهم عن إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم? وما الذي يجعل هذه النقلة موضع حسرة وفقدان ووحشة في نفس الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم, وهي أولى أن تكون موضع غبطة ورضى وأنس, عن هذه الرحلة إلى جوار الله, مع هذا الاتصال بالأحياء والحياة. إنها تعديل كامل لمفهوم الموت - متى كان في سبيل الله - والمشاعر المصاحبة له في نفوس المجاهدين أنفسهم, وفي النفوس التي يخلفونها من ورائهم. وإفساح لمجال الحياة ومشاعرها وصورها, بحيث تتجاوز نطاق هذه العاجلة, كما تتجاوز مظاهر الحياة الزائلة. وحيث تستقر في مجال فسيح عريض, لا تعترضه الحواجز التي تقوم في أذهاننا وتصوراتنا عن هذه النقلة من صورة إلى صورة, ومن حياة إلى حياة! ووفقاً لهذا المفهوم الجديد الذي أقامته هذه الآية ونظائرها من القرآن الكريم في قلوب المسلمين, سارت خطى المجاهدين الكرام في طلب الشهادة - في سبيل الله. من هو الشهيد? الشهيد في الشرع هو القتيل في سبيل الله واختلف في سبب تسميته بالشهيد قالوا لأن ملائكة الرحمة تشهده أي تحضر غُسله أو نقل روحه إلى الجنة. وقالوا لأنه ممن يُستشهد يوم القيامة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال ابن الأثير: الشهيد في الأصل هو من قُتل مجاهداً في سبيل الله ثم أتسع في التسمية حتى شملت كل من سماهم النبي - صلى الله عليه وسلم - شهداء (المطعون - والمبطون - والغريق - وصاحب الهدم - والشهيد في سبيل الله). وأجمع العلماء على أن الشهيد هو كل مسلم قتله البُغاة والمحاربون في المعركة أو أغاروا عليه في داره وتسببوا في قتله. وكل هؤلاء شهداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الشهداء خمسة المطعون (أي الذي مات بالطاعون) والمبطون (أي الذي مات بمرض البطن), والغريق وصاحب الهرم والشهيد في سبيل الله). متفق عليه. * وعنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل دون ماله فهو شهيد, ومن قتل دون دمه فهو شهيد, ومن قتل دون دينه فهو شهيد, ومن قتل دون اهله فهو شهيد). رواه أبوداود والترمذي. * وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: »جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت ان جاء رجل يريد اخذ مالي? قال فلا تعطه مالك, قال أرأيت ان قاتلني قال: قاتله, قالت أرأيت ان قتلني? قال فأنت شهيد, قال أرأيت ان قتلته, قال هو في النار. رواه مسلم. * منزلة الشهيد ومقداره الشهيد له منزلة كبيرة وقدره ومقداره عند الله عظيم. نوجز ذلك في النقاط التالية: 1 - لا يغسل كما يغسل الموتى فالغسل تطهير لجسد الميت والشهداء اطهار بما فيهم من حياة ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها لانهم بعد أحياء. 2 - احياء فلا يشق قتلهم على الاهل والاصدقاء.. لانهم مكرمون عند الله مأجورون لذا لا يجوز البكاء عليهم. 3 - الشهيد آمن في قبره والارض لا تأكل اجسادهم, كذلك نص ابن الحنفي في حاشية كتابه الجهاد ان جسد الشهيد حرام على الارض اكله, والدلائل والبراهين من الواقع الملموس كثيرة. 4 - يشفع الشهيد في سبعين من اهله (صحيح الترمذي). 5 - يتمنى ان يرجع الى الدنيا ليقتل عشرات المرات لما يراه من الكرامة (صحيح مسلم والبخاري). 6 - الشهداء هم اول من يدخلون الجنة (الترمذي). 7 - الملائكة تظلل الشهيد باجنحتها حتى يرفع ويدفن (صحيح البخاري ومسلم). 8 - قبورهم برائحة المسك كذلك رائحة الشهيد رائحة طيبة كالمسك, ولون دمه في الظلام نور ينبعث من الجرح (المرجع آيات الرحمن في جهاد الافغان للدكتور عبدالله عزام). 9 - أرواح الشهداء في جوف طير خضر تأوي الى قناديل من ذهب في ظل العرش من ساعة استشهادهم الى يوم القيامة وعندئذ ينزلون منازلهم عند الله (جاء في حديث رواه ابن عباس رضي الله عنه اخرجه ابوداود والبيهقي). 10 - وهناك عشرات الكرامات التي يتميز بها الشهيد, والقصص التي يحكيها العلماء واهل الشهيد عن اشياء كثيرة شاهدوها وعاينوها بانفسهم. لا تأكل الأرض أجسادهم جاء في حديث صحيح رواه ابوداود بأن الارض لا تأكل اجساد الانبياء (.. ان الله عز وجل حرم على الارض ان تأكل اجساء الانبياء..) وعليه فالشهداء لهم منزلة كبيرة عند الله تعالى.. وقياسا فالارض لا تأكل اجسادهم.. وقد ورد في طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ذلك وفي غيره وغيره. * وفي هذا السياق يذكر الدكتور طارق السويدان نقلا عن فضيلة الشيخ محمود الصواف الحادثة العظيمة التي تشرف بها بعض العلماء في اعادة دفن بعض الصحابة من شهداء أُحد وكيف انهم شاهدوا الصحابة رضوان الله عليهم بعد مضي 1400 سنة من استشهادهم رضوان الله عليهم وكيف ان اجسادهم باقية كما هي لم تتغير ولم تتعفن ولم تتحلل, مصداقاً لبشرى الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - للشهداء ان الارض لا تأكل اجسادهم. يضيف د. السويدان بأن هذا امر تابث بالتواتر وبرؤية العين.. وقد حدثنا كثيرون عن ريح المسك الذي يفوح من قبور ودماء الشهداء. * هل يتألم الشهيد? قد يعتقد كثيرون ان الشهيد يعاني آلاما عظيمة لا توصف ساعة استشهاده, انما الحقيقة بخلاف ذلك, فقد صحح الاسلام فكرة الناس عن الم القتل الذي يلاقيه الشهيد, واثبت في قلوب المؤمنين انه مخفف عليه من دون الموتى, الذين يلاقون من معاناة الموت والنزع ما تقشعر منه الابدان, اما الشهداء فقد خبر الرسول عليه الصلاة والسلام انهم لا يلاقون من الم القتل الا مثل الم القرص, قال - صلى الله عليه وسلم - (ما يجد الشهيد من مس القتل الا كما يجد احدكم من مس القرصة). اخرجه الترمذي. ولهذه العقيدة اثر واضح في دفع اهلها الى القتال, واستسهال الموت في سبيل الله, فانه اذا لم يكن من الموت بد, وكانت الشهادة هي اكرم اشكاله وايسرها على النفس, فقد خسر من | |
| | | ضي القمر مشرفة قسم
الساغة الأن : الاقامة : فوق السحاب الجنس : عدد المساهمات : 922 نقاط : 1450 تاريخ التسجيل : 05/04/2010
| موضوع: رد: "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً..." 23rd أبريل 2010, 5:50 pm | |
| | |
| | | | "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً..." | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر | |
المواضيع الأخيرة | » تخلى القضاة عن ولاية القضاء ........................................2nd فبراير 2016, 4:53 pm من طرف السنهورى» الحوار الصريح المحترم6th نوفمبر 2015, 5:08 pm من طرف الورّاق » أهمية صفاء النية لله وحده10th أكتوبر 2015, 3:17 pm من طرف الورّاق » أي عمل لله يجب أن يخلو من المصلحة14th سبتمبر 2015, 12:07 am من طرف الورّاق » اضاءات رائعة12th أغسطس 2015, 12:16 am من طرف الورّاق » التقليد والتفكير30th يونيو 2015, 1:24 pm من طرف الورّاق » حقيقة الإسراء والمعراج5th يونيو 2015, 3:29 pm من طرف محمد الميانى » ما هو الإخلاص لله22nd مايو 2015, 1:45 pm من طرف محمد الميانى » كان إذا مشى لا يرى له ظل صلى الله عليه وسلم16th مايو 2015, 11:52 pm من طرف محمد الميانى » القرآن ينزل بما يقول عمر12th مايو 2015, 6:15 am من طرف محمد الميانى » مثال على اصلاح القلب8th مايو 2015, 11:18 pm من طرف الورّاق » متى تنتهي جمرة النفس4th مايو 2015, 12:35 am من طرف محمد الميانى » الجهاد الذي يوصِّل إلى مقامات الواصلين1st مايو 2015, 11:36 pm من طرف محمد الميانى » من أراد أن يكون له جاه عند الله27th أبريل 2015, 10:17 pm من طرف محمد الميانى » الإسراء والمعراج رحلة في الآخرة21st أبريل 2015, 12:11 am من طرف محمد الميانى » تحميل كتاب إشرقات الإسراء الجزء الثاني18th أبريل 2015, 12:41 am من طرف محمد الميانى » خصائص الشهداء وردت فيها أحاديث كثيرة28th مارس 2015, 2:11 pm من طرف محمد الميانى » الشهداء منهم23rd مارس 2015, 9:09 pm من طرف محمد الميانى » شهداء أمتي22nd مارس 2015, 8:27 am من طرف محمد الميانى » احداث النهاية20th مارس 2015, 9:59 pm من طرف محمد الميانى » العزة هي رأس مال المسلم17th مارس 2015, 2:11 pm من طرف محمد الميانى » فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا9th مارس 2015, 9:56 am من طرف محمد الميانى » الحيل التي يتوصل بها اليهود لنشر أفكارهم6th مارس 2015, 9:21 pm من طرف محمد الميانى » أكبر تجارة في الدنيا بعد تجارة السلاح5th مارس 2015, 1:16 pm من طرف محمد الميانى » اليهود أبرع الناس في الترويج لما ينفعهم ويضر غيرهم3rd مارس 2015, 9:21 pm من طرف محمد الميانى » علامات نهاية اليهود2nd مارس 2015, 7:32 am من طرف محمد الميانى » من طبائع اليهود28th فبراير 2015, 5:09 am من طرف محمد الميانى » طبيعة اليهود24th فبراير 2015, 2:16 pm من طرف محمد الميانى » التوراة كلمة عبرانية معناها الشريعة22nd فبراير 2015, 9:19 am من طرف محمد الميانى » بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام18th فبراير 2015, 5:20 pm من طرف محمد الميانى |
محمد حسان |
|
جديد أسرة راحعون الى الله | أهلا و مرحبا بك يا زائر فى منتدى راجعون الى الله نحن نشاركك فى ائ استفسار قانونى او مشكلة قانونية تحت على الخط معك مشكلتك او استفسارك فورا
.
أهلا و مرحبا بك يا زائر فى أسرة اولأد حارتنا ... نحن نشاركك فىآى مشكلة - عائلية -عاطفية - شخصية - حظك اليوم - عالم الروحنيات - علبة دردشة بين الأعضاء فنحن فى انتظارك او للرد واللمشاركة فى الموضوع على السؤال او المشكلة فورا الان فى انتظارك اضغط هنا
..... |
|