هموم الحياة

مشاكل الحياة أمور عادية ، ولا توجد حياة بلا مشاكل ، والمشكلة ليست في وجود مشاكل بل في الوقوف عاجرزين امام ما قد يعترينا من مشكلات ، لاعتقادنا انها نهاية الكون ، عن المشاكل وكيف نواجهها يتحدث د. يحيى الرخاوى – استشاري الطب النفسي لبرنامج " طعم البيوت " على الأولى المصرية.
الذي عرف المشكلة بأنها الشعور أو الإحساس بوجود صعوبة ولا بد من تخطيها و تجاوزها , لتحقيق هدف أو يمكن القول إنها الاصطدام بواقع لا نريده, فكأننا نريد شيئاً ثم نجد خلافه مشيراً في حديثه إلى أن المشكلة تنقسم إلى نوعين, إحداهما مغلقة وهي التي تشتمل على كل ما يلزم للحل , ويكون لها جواب محدد ومعلوم, و الأخرى مفتوحة وهي التي لا يعرف لها حل أو جواب محدد , وتنقصها المعطيات والمعلومات.

تعديل التفكير

كما تحدث د. الرخاوي عن ضرورة تعديل طريقة تفكيرنا تجاه المشاكل التي نتعرض لها ,حتى نستطيع العيش وتقبل الموجود والالتزام به ,موضحاً أن الخوف مسموح به أحياناً وكذلك التوتر لكن إذا تحول هذا الإحساس إلى شيء سيئ يعطل الإنسان عن فعل إيجابي في المجتمع فهنا يجب التدخل لحل تلك المشكلة .

وأشار د. الرخاوي إلى أن صعوبة الحياة التي نعيشها وتغليب النظرة المادية البحتة لمختلف الجوانب الحياتية من جميع الشرائح والفئات هي الدافع وراء ظهور المشاكل, وقد تكون فكرة الاستغناء بالمال عن الآخرين مسيطرة لدى البعض .
وإذا بدأ الإنسان في التفكير بالمشكلة ولو بنسبة 20 % والحل بنسبة 80 % بعكس ما هو سائد لدى الكثيرون سنجد حلول سريعة ومرضية , بدلاً من الدخول في معارك نفسية طوال الوقت, وأكد الرخاوي على ضرورة قبول المشكلة بنفس راضية ويمكن تسميتها بـ " نفسنة " الحياة المعاصرة .

وعن سبب اللجوء لطبيب نفسي أوضح د. الرخاوي أن عدم الذهاب للعمل أو حدوث إيذاء للنفس أو لمن حولي, في تلك الحالة نذهب للطبيب النفسي قائلاً" لا يجب أن أجعل أي شئ يعطلني ,وأقيس نفسي هل أقدر أن أتعامل مع الناس أم لا وهل أستطيع النوم أم لا " .

وأشار في حديثه إلى أن الواقع والمنطق السليم هما أساس العلم ,مؤكداً على ضرورة استقبال الأمور كما هي ويكون لدى الإنسان ثقة في حل المشكلة واللجوء إلى الله, إلى جانب ضرورة معرفة الأسباب والدوافع لوجودها وطرح لبعض الحلول الافتراضية, مع وضع الأهداف والطرق السليمة لحل المشكلة.

والحفاظ على الإرادة القوية والثقة والإيمان بقدرتك على حل المشكلة أياً كانت, وتهيئة النفس لتقبل التغيير في الأهداف والخطط , وتركها لفترة حتى تهدئ النفس ثم التفكير في الأخطاء ,ولا داعي للقلق فعلى الإنسان التسليم للقضاء وأن يرضى عن اختياره .

المشاكل الزوجية




وأثناء الحوار تحدث د. الرخاوي عن الخلافات الزوجية التي أصبحت منتشرة بصورة كبيرة في مجتمعاتنا العربية ,مما نتج عنها انهيار البيوت فأشار إلى ضرورة النظر إلى الأمور نظرة واقعية, كما أن الأسلوب المتبع فى الحوار بينهم له عامل كبير إما في الإصلاح أو الخراب, فالكلمات الحادة , والعبارات العنيفة , لها صدى يتردد باستمرار حتى عند انتهاء الخلاف , علاوة على الصدمات والجروح العاطفية التي تتراكم على النفوس, كما أن لزوم الصمت والسكوت على الخلاف حل سلبي مؤقت للخلاف, إذ سرعان ما يثور البركان عند دواعيه .

وعند أدنى اصطدام وكبت المشكلة في الصدور بداية العقد النفسية ,فإما أن تتناسى وتترك , وإما تحاول حلها ولا بد أن تكون التسوية شاملة لجميع ما يختلج في النفس, وأن تكون عن رضا وطيب خاطر, كما أن البعد عن الأساليب التي قد تكسب الجولة فيها وينتصر أحد الطرفين على الآخر, وأشار د. الرخاوي إلى ضرورة البعد عن التعالي بالنسب , المال , الجمال , الثقافة, لأنها من أكبر أسباب الخلافات بين الزوجين .

وعن أنسب الطرق المتبعة لحل المشاكل أشار د. الرخاوي إلى ضرورة تفهم الأمر هل هو خلاف أم أنه سوء فهم فقط , فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما وعما يضايقه بشكل واضح ومباشر, يساعد على إزالة سوء الفهم والرجوع إلى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها مع ربها.

الذي هو أعظم وأجل ومعرفة أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب وأنه من الخلاف مع من تحب, وتحديد موضع النزاع والتركيز عليه , وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة , أو فتح ملفات قديمة ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف .
وضرورة أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها , ولا يجعل فهمه صواباً وغير قابل للخطأ أو أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش , ويجب ذكر نقاط الإتفاق وطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش, مما يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهات النظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس , ويجب ألا نجعل الحقوق مماثلة دائماً أمام العين , وأخطر من ذلك تضخيم تلك الحقوق مما له تأثير في النفس.

واختتم الحلقة بضرورة عدم حل الخلاف وقت الغضب , وإنما التمهل فيه حتى تهدأ النفوس و التكيف مع جميع الظروف والأحوال , فيجب أن يكون كل واحد من الزوجين هادئاً غير متهور ولا متعجل , وضرورة أن يلزم الهدوء في جميع تصرفاته.

شكرا يا احمد علي الرد الحلو ابو لوجو جميل

موضوع جميل اوى ياعمرى

ميرسي اوي يا حبيبة قلبي