العطش يحرق5 آلاف فدان بغرب الإسكندرية!
أزمة كبيرة يتعرض لها مئات المزارعين بغرب الاسكندرية الذين يمتلكون ما يقرب من خمسة آلاف فدان من أجود الأراضي الزراعية نتيجة ندرة المياه, وانخفاض منسوب الترع الرئيسية
مما أدي الي جفاف نهايات الترع الفرعية, وتعرض الأرض للبوار, وتكبد المزارعين لخسائر فادحة ، طرق المزارعون أبواب المسئولين بالمحافظة للوقوف علي أسباب الأزمة التي قد تعصف بهم جراء هذا الجفاف غير المبرر متسائلين عن الأسباب الحقيقية من جراء انقطاع المياه الزراعية وهل هذا الأمر سيطول أمده أم أنها أزمة قصيرة سرعان ما تزول أسبابها؟
تساؤلات عدة حملتها تحقيقات الأهرام الي مسئولي الري بغرب الاسكندرية كي تقف علي الأسباب الحقيقية لتلك الأزمة التي قد تقضي علي خمسة آلاف فدان, وتحولها من أراض زراعية الي صحراوية.
ويقول جمعة عيسي العبيدي( أحد المزارعين بالهوارية) انقطعت وجفت الأرض وتشققت بصورة مفجعة, فذهبنا نشكو الأمر بإدارات الري لكن دون جدوي. يضيف العبيدي: أمتلك25 فدانا مهددة بالبوار ما لم يتدخل المسئولون مشيرا الي أن الخسائر كبيرة ومتسائلا: من يعوضنا عن هذه الخسائر التي لا طاقة لنا بأن نتحملها.
البحث عن حل
يلتقط الشحات أبو نصره أطراف الحديث قائلا: أستأجر30 فدانا علي فرع خمسة بغرب الاسكندرية لكنني فوجئت بجفاف الترعة وفقدان الدور المخصص لنا في الري وقبلها بشهر تقريبا تحولت الترعة الي مياه مالحة لا تصلح للزراعة الأمر الذي أسهم بقدر كبير في إتلاف جميع المحاصيل المزروعة بالمنطقة ووصل الأمر بعد ذلك الي قطع المياه تماما عنا.
ويواصل الشحات: لابد من وضع رؤية واضحة فهل تصلنا المياه قريبا أم لا, وذلك حتي نحدد موقفنا مع أصحاب الأراضي فنحن مستأجرون لا حيلة لنا إلا دفع الإيجارات وإلا سنتضور جوعا.
أما مفتاح جويدة( صاحب50 فدانا بآخر فرع خمسة) فيقول: أعاني منذ ستة أشهر تقريبا من وصول المياه الي مزرعتي ومنذ شهرين تقريبا لم أر نقطة مياه في الترعة.. فانهارت زراعتي وتكبدت خسائر كبيرة ولا سبيل لنا إلا التضرع الي الله لينقذنا من هذا الهم الكبير الذي بات كابوسا لنا.. فعلي المسئولين تحديد الأزمة إما بحلها نهائيا أو إعلانهم أن المياه لن تأتي لنا حتي نقف علي الحقيقة دون تصريحات معسولة ودعوة كاذبة تزيد من الأزمة, وتتكاثر بسببها ديوننا.
أما السيد محمد حواس( أحد المزارعين بغرب الاسكندرية) فيقول: كل ما يطلب منا عمله نقوم به علي أكمل وجه دون تأخير من دفع ضرائب زراعية وخلافه فعلي الحكومة أن تتحمل معنا هذه الإخفاقات التي لا يستطيع الفلاح البسيط تحملها, وتمنحنا جدولا من حصص المياه محددا باليوم والساعة والكمية, حتي نوفق أوضاعنا التي تسوء يوما بعد يوم والفاعل معلوم.. فهل يصدق عاقل أن الهوارية أجود الأراضي بغرب الاسكندرية مهددة بالبوار من جراء انقطاع المياه عنها؟
أمهلونا شهرا
المهندس محمد عمرو مدير مديرية ري النوبارية والمسئول عن550 ألف فدان هي نطاق المنطقة الزراعية بالنوبارية التي تقع بها الخمسة آلاف فدان بغرب الاسكندرية ـ يقول: أعترف بأن هناك أزمة حقيقية تهدد الأراضي منذ شهرين تقريبا والسبب الرئيسي هو النقص في كمية المياه الي30% من الكمية, حيث حصتنا اليومية الممتدة من ترعة النوبارية بطول120 كيلو مترا تحمل20 مليون متر مكعب يوميا موزعة بطريقة منظمة الا أن النقص في الحصة المقررة أثر بصورة ملحوظة في وصول المياه الي بعض المناطق ومنها ترعة بهيج بغرب الاسكندرية.
ويضيف المهندس عمرو: لدينا خطة محكمة وخلال شهر فقط سيتم الانتهاء تماما من تلك الأزمة, وقد قمنا بإحكام السيطرة علي الترع الرئيسية وتطهير الترع الفرعية وعمل الصيانة اللازمة لإحكام البوابات الرئيسية وغلق وفتح الترع والمصبات وفقا لجدول زمني وكمي إضافة الي اخضاع المياه الي وحدات قياس لدرجة الملوحة بها بصفة دورية حتي لا تتأثر الزراعات بالدرجات العالية للملوحة علي أن يتم الانتهاء من تلك الأزمة خلال شهر من تاريخه, وذلك علي مسئوليتي.. علي حد قوله.
وبدأ موسم العطش
تجمهر عشرات المزارعين من قرى «٢٦ – ٢٧ – ٢٨ – ٢٩ – ٣٦» بمنطقة حفير شهاب الدين، التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية داخل أراضيهم، احتجاجاً على بوار ٥ آلاف فدان من أراضيهم لعدم وصول مياه الرى إليها منذ ٢٥ يوماً، واتهموا مسؤول الرى ببلقاس بتحويل مياه الرى إلى ملاك الأراضى من أصحاب النفوذ وترك أراضيهم للرى بالصرف الزراعى والصناعى والصحى من مصرف كيتشينر، مما أدى إلى بوارها
قال ماجد أبوشعيشع، مزارع: لا نحصل على حقنا فى مياه الرى الصالحة للزراعة أو مياه الصرف منذ ٢٥ يوماً، وتسبب ذلك فى بوار نحو ٥ آلاف فدان مزروعة بالأرز والقطن، لعدم التزام هندسة رى بلقاس بدورات المياه المسموح بها كل ٨ أيام، التى يجب أن تستمر المناوبة فيها ٤ أيام وأكثر، لافتاً إلى أن المسؤولين يقومون بدفع المياه بالترع عندما يشعرون بزيارة وكيل الوزارة للمنطقة، وقاموا بضخها فى الزيارة الأخيرة للمحافظ.
وأضافت فايقة السيد العيوطى: نتعرض للجوع نحن وأبناؤنا والمواشى التى نملكها ماتت لعدم وجود المياه فى الترع، وأصبحنا مهددين بالسجن بسبب قضايا التبديد المقامة ضدنا بمحكمة بلقاس بعد تراكم الديون علينا للجمعية الزراعية وبنك التنمية والائتمان الزراعى، التى بلغت أكثر من ٢٠ ألف جنيه على الفدان، بالإضافة إلى الفوائد التى تجاوزت ١٥ ألف جنيه.
منقووووووووول