حوار مفتوح عن .... ظاهرة هروب الفتيات

كان ينوي قتل ابنته الهاربة .... فصرفتُه عن ذلك !

بقلم : الدكتور/ جاسم المطوع

ظاهرة هروب الفتيات بدأت تزداد في عالمنا العربي يوماً بعد يوم ،
ومن يطالع النسب التي تنشرها الجهات المختصة والجمعيات المهتمة
بمثل هذه المواضيع فسيتفاجأ بها في بلاد المغرب ومصر والسعودية
وباقي الدول العربية . وكنت أظن أنَّ هذه الظاهرة خاصة بزماننا فقط ،
إلا أني اكتشفتُ أنه في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حدثت
قضيةٌ لفتاةٍ هربت من بيت أهلها ، وقدَّم الفاروقُ علاجاً لهذه الظاهرة
الاجتماعية نحتاجه اليوم في علاج مشاكلنا الاجتماعية ، بدلاً من أساليب
التعذيب التي يمارسها الآباء مع بناتهن ، تحت مسميات مزيفة مثل:
( غسل العار ) أو ( تطهير الشرف ) !

والواضح أن أغلب الفتيات اللواتي يهربْنَ تكون أعمارهن بين
12 – 22 سنة ، وهو العمر الذي تكون فيه العاطفة جياشة ،
والهروب يكون لأسباب متعددة ، أهمها: سوء معاملة الوالدين
للفتاة ، وقسوتهما عليها ، أو الإهمال التربوي وترك الحبل على
الغارب ، وبعض الفتيات يهربن من البيت بسبب اغتصاب المحارم
لهنّ ، وبعضهنّ بسبب التعرف على شباب من خلال النت
أو الهاتف ، وبعضهنّ بسبب الفقر .

وقد وصلتني بعض الإيميلات من فتيات ـ وهنّ هاربات ـ
يستشرْنَنِي في التصرف مع والديهم ، وبعضُ الإيميلات
تستشيرُني بنية الهروب وكأنَّ الأمر أصبح مألوفاً !

حتى اضطرت بعض الدول ـ ومنها الإمارات والسعودية ـ لعمل
مؤسسات لحماية البنات وإيوائهن ، ولعل من غريب الاستشارات
التي تردني من بنات كنَّ هاربات ثم تقدم لخطبتهن شاب: فهل
تصارحه بأنها كانت يوماً هاربة وسكنت عند شاب أو ارتكبت
الفاحشة ؟!

وقد وجدتُ في هذا المقام روايةً لعمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ
وهو يدعو والد الفتاة الهاربة لنسيان الماضي ،
فعن الشعبي قال: أتى عمر بن الخطاب رجلٌ فقال:

إنَّ ابنةً كنتُ وأدتُها في الجاهلية ، فاستخرجناها قبل أن تموت ،
فأدركَتْ معنا الإسلام فأسلمت، ثم أصابَها من حدود اللّه ، فأخذَت الشفرةَ
لتذبحَ نفسها ! وأدركناها وقد قطعَتْ بعضَ أوداجها ، فداويناها حتى
برأت ، ثم أقبلت بعد توبة حسنة ، وهي تُخطب إلى قومٍ ،
أفأخبرُهم بالذي كان ؟!

فقال عمر: أتعهد إلى ما سترَه اللّه فتبديه ، واللّه لئن أخبرتَ بشأنها
أحداً من الناس لأجعلنَّك نكالاً لأهل الأمصار! أنكِحْها نكاحَ العفيفة المسلمة.

فنحن نحتاج هذه الحكمة العمرية في التعامل مع المشاكل
الاجتماعية ، فأقصى عقوبة للفتاة الزانية بالشريعة الإسلامية
هي الجلد 100 جلدة إن كانت عزباء ، لا أَنْ يذبحها والدها بحجة
غسل العار! ولو ذبحها والدها وهي تائبة فإنه هو المجرم لا هي ؛
لأنها تابت من معصيتها وهو ارتكب معصية أكبر وهي قتل النفس
التي حرَّم الله .

وقد دخلتُ في إحدى القضايا لإقناع أبٍ بعدم قتل ابنته الهاربة ،
وعرضت عليه البدائل الكثيرة لتأديبها ، وليس من ضمنها القتل طبعاً ،
وقد استجاب بعد جهدٍ جهيدٍ والحمد لله ، وأخبرته أنْ يعمل على تقوية
محبة الله في قلب ابنته ، ويعوّضها بالعطف والحب ، ويحاورها ؛ ليكونَ
صديقَ ابنته ، فتستقر نفسيتها وترتاح ، واقترحتُ عليه أن يختم منهجه
التربوي معها بأن يعلمها سورة النور ، ففيها من الآداب والأحكام ما
يُهذّب الأخلاق ويُنير الحياة ، والله الموفق .

--

هل اجد عندك ردود او تعليق

او حلول

يا أبناء مصر الغالية

يجب على أسرة راجعون النقاش وايجاد حل

قلب الأسد

لاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم

استاذنا الفاضل الفكره كلها فى التربيه وعدم انشغال الاب والام عن اولادهم بنشغالهم بالحياه

وغيره ولايحق لاحد ان ينقد هذه الفئه من الاباء والامهات لان فى نظرهم ان دا فى صالح

ولادهم(هما يعنى بعملوا دا كله لمين)لاقدروا يربوهم على تمسكهم بالدين وتقربهم لله ولا قدروا

يعاملوهم هما كويس وبالتالى 1+1=2 مينفعش يساوى حاجه تانيه تربيتى لاولادى واسلوب

نشأتهم وترعرهم هو دا الى يدى اى رد فعل منهم سواء استهتار اوالتزام او غيره من الطباع

التى يكتسبها الطفل ممن حوله فكل مايأخذه الطفل ويبنى عليه طباعه هى امور مكتسبه من

الغير وليست موجوده فيه بطبيعة الحال واول من يأثروا وينشؤا الطباع داخل الطفل هما

الوالدين ولذلك التربيه ثم التربيه ثم التربيه

شكرا لحضرتك على الموضوع القيم دا يااستاذنا واسفه انى طولت على حضرتك

جزاكى الله خيرا

واسعدنى جدا هذة وجهة نظر واتمنى

المشاركة من باقى الأسرة

لكى نستفاد كلنا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

تربية البنات الهام من الله ثم فن خاص يتعلمه الوالدين من خبرة
الحياة او القراءة في كتب التربية

بين الفرح بهن عند الولادة والتبشير بهن واعطاء الهدايا لمن
حولهن لتكون لها مكانه عظيمة في المجتمع
الرقة والحنان في ارضاعهن او غير ذلك من ضيق وندم وغضب
من الام ان كان جاهلا بعلم الوراثة او غضب من النفس ان كان
عنده علما فيه وانه المسؤو الوحيد عن جنس المولود
(وانه خلق الزوجين الذكر والنثى من نطفة إذا تمنى)xy
الطفل يحس ذلك ويختزنه

وما سوف اذكره يحدث كثيرا فتأمل معي لعلك تكون احد من
يقترف اثما في حق المخلوق الجميل الرقيق الرائع

مثل الام التي تصيح في ابنتها والاب الذي يقول حضرتي مع الهم
والحيرة والضيق تسجل له الطفلة هذا في ذاكرتها
ليخرج منها بعد الرد عليه من مشاعر او تصرفات
اعرف امهات واباء يلقون الطفل بعنف على السرير لمجرد البكاء المتواصل

اخشى ان تلقيك ابنتك بعد عقود من قلبها وعقلها وتبحث عن
الشاب الرقيق الذي لم يلق لها كلمة عنف واحده بل يتحسس
مشاعرها ويطربها قلبا وقالبا والله اعلم بنيته بعد ذلك
ثم تكبر الابنه الصغيرة وتتسائل لم يفضلها ابوها اخيها عليها
ولِمَ يقبل ابنه ويضيق برؤيتها

وتكتم هذه ايضا

ثم ترى اللعب مع الولد ولها ان تغسل مكانه وتسعد الابن
وتضحي من اجله

اما هي ففي درجة ثانية

حتى في الطعام مازال كثير من البيوت يقال اللحم اكثر للذكور
لتقوية عضلاتهم اما البنات فلا يحتاجون الكثير يكفيهم
البطاطس والارز

ثم تكبر الطفلة وتظهر انوثتها فتستحي منها وقد تظهر بعض
الاهتمام بملابسها واحمر الشفاة قتتلقى لكمات نفسية في قلبها
لتكتم مشاعرها الفطرية البسيطة ويقال لها حرام ليس عندك دم
ولا حياء ولا ذوق ولا دين ولا مستقبل شريف ان سرتي في هذا
الطريق الاسود: طريق الجمال والزينة والمرآه فخيرا لكي
انتكسريها او تسودي معظمها حماية لكي ايها المنكوبة بجنسها
ومشاعرها

وتختلط التقاليد والعادات والفهم المعلول ذو الاتجاه الواحد نحو
المرأة والمراهقة والشباب

ليخرج انسان مشوه بين بعض القيم المخنوقه والرعب وكره
الذات والحقد على الاب والام والاخوة والمجتمع والقدر

وقد تأتي كارثة عظمى يُكتشف معها رسالة حب وغزل على جوال
او ورقة طائشة ممن تمتعت معه بالحب والرقة
فتعلن الحرب العالمية العاشرة عليها وعلى بنات وشباب جيلها
الفاسد وتستخدم كافة الاسلحة المعنوية واليدوية والكراسي
الحديدية (او ارفق لو كانت خشبية)

فماذ تفعل الفتاة وما تختار؟ اللكمات والعقل والدين؟
ام مشاعر رقيقة حلوة تتناغم مع قلبها وانوثتها وانسانيتها؟؟؟؟

منهن من يسقط وتسافر للمجهول لان المعلوم سئ وقاسي وفظ
وجاهل ومنفر

وإنا لله وإنا اليه راجعون

مثال آخر مناقض تماما ولكن النتيجة اخيرا واحدة
ابوين يرزقان ببنت جميلة فيحبانها ويرحمانها ويود الواحد
ان يفتديها بعينه وماله

وياتي لها باللعب والعرائس والفساتين الفاخرة ولا يهم سعرها
فهي تستحق اجمل واغلى شيء

وتتزين وتلعب وتلهو وتدلل وعندما تكبر تكون بابهى فستان في
النادي او المصيف ويفتخر بها ابوها وبجمالها وثقافتها ويقول
ستكون سفيرة بلده في كل العالم

وتذهب لرحلات في العالم المسماه رحلة السلام لامريكا بعد اخذ
العهود والمواثيق على المشرفين بالحفاظ عليها
وتذهب في المصيف تلعب مع ارق الشباب والبنات ايضا
ولكنها فتاة طبيعيه انثى كاملة وليست حجرا فتميل للظريف
وتسعده وتسعد به

وابوها يقول انا ربيتها وعلمتها واغدقت عليها الحب واثق فيها
وبقية القصة معلومة لكل منا

فتفيق الاسرة على هرب ابنتهم مع حبيبها

فهي معتادة على تلبية كل رغابتها فلما رفض الاب يوما كان ردها
بسيط انت لا تعرف مشاعري ولا حبي ولا حبه لي وحنيته علي
ومع احداهن رايت بعيني كيف تحولت المشاعر الرقيقة ضربا
على الوجه وذلا وعبودية بل والزاما لها بالانفاق على البيت
والشقة وايضا ملذات العاشق القديم

ورغم ذلك الذل فهي محظوظة ان وقعت في يد من يتزوج بدلا
من ان يرميها في الشارع ومعها طفلين

يقول احدهما((10 سنوات)) انا اكره ابي اكثر من كل انسان في
العالم فهو يضرب امي ويذلها ويذلني ويريد فقط ما يعقله هو اما
نحن فحيونات ذليلة عنده ويكذب علينا ويعلمنا الكذب حتى ننجو
من بعض اللكمات

احبابي

التربية شيء آخر

دين نتعلمه

قلب محب

عقل واعي

معرفة بكل مرحلة عمر واحتياجاتها

ثقافة متجددة

غاية واحدة هي الله ورضاه

وسائل متعددة متنوعة

اهداف قريبة وبعيدة

توبة نصوح لكل ذنب

امل بكل مذنب وان كانت ابنتي حبيبتي

ثقة في قدرات ابنتي

شورى يومية في كل شأن زقرار

شخصية مستقلة لكل فرد

نحن لسنا نمطا واحدا

مراعة الفروق

الحوار الصراحة امتصاص الاخطاء

بناء على الخبرات لنا ولآخر

قصص حية كل يوم لمن نجح وفشل

ثم من قبل وبعد نية صادقة مخلصة لله وحده ان نقدم لربنا افرادا
يرفعون لواء الاسلام بحب وفهم وجديه وتبني موقف الحق حتى
تكون قضيتهم الاولى ليل نهار طالبه مخطوبه زوجة وهي تلعب
وهي تلبس وهي تتزين

اللهم اشرح صدورنا لما تحب وترضى واصلح بناتنا وابنائنا
والاباء والامهات

وصلى الله على سيدنا ونبينا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

الدكتور نور المعداوى