المشير طنطاوي والأمير خالد بن سلطان يشهدان المرحلة النهائية من التدريب المصري السعودي تبوك-2

المشير طنطاوي والأمير خالد بن سلطان يشهدان المرحلة النهائية من التدريب المصري السعودي تبوك-2
نجاح التدريب المشترك تعبير حقيقي عن قوة العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة في البلدين
قوات الجانبين تتعاون في صد العدو وتدميره وإجباره علي التراجع لخط الحدود الدولية
رمايات جوية ومدفعية ودفاع جوي والدبابات بالذخيرة الحية تصيب أهدافها بدقة

شهد أمس المشير حسين طنطاوي القائم العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية بالمملكة العربية السعودية أعمال المرحلة النهائية بالتدريب المصري السعودي المشترك "تبوك-2" الذي نفذته القوات المصرية بالتعاون مع القوات السعودية بمدينة الحمام بالإسكندرية والذي استمر لعدة أيام.
يأتي التدريب المصري السعودي "تبوك-2" في إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة علي تبادل الخبرات مع الدول الشقيقة والصديقة لصقل مهارات القادة والضباط للحفاظ علي الكفاءة والاستعداد القتالي لقواتنا.
شارك في تنفيذ اعمال المرحلة النهائية من المشروع وحدات المشاة الميكانيكي والمدرعات والمدفعية وتشكيلات من القوات الجوية ووسائل الدفاع الجوي وعناصر من القوات البرية من كلتا الدولتين.
دارت فكرة التدريب حول توتر العلاقات بين دولتين استطاعت احداهما اختراق خط الحدود الدولية والاستيلاء علي جزء من أراضي الدولة الأخري ونتيجة للهجمات والضربات المضادة من الدولة المخترقة توقفت علي الخط الذي وصلت اليه.. وكان قرار الدولة المخترقة استعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه وإجبار العدو علي التراجع إلي خط الحدود الدولية.
بدأت الدولة المخترقة أو المعتدي عليها خلال اليومين الماضيين في اقتحام الحد الأمامي لدفاعات الدولة المعتدية وبنجاح تحقيق المهمة قرر قائد جيش الدولة المخترقة في دفع أحد الألوية كمفرزة للاستيلاء علي خط حيوي في عمق العدو.. وقرر قائد اللواء دفع مقدمة تعرضت أثناء تقدمها لهجوم من أحد الأجناب من قوات العدو المرتدة وتم التعامل معها برمايات بالذخيرة الحية.
تضمنت المرحلة النهائية من التدريب المصري السعودي المشترك "تبوك 2" رماية جوية ومدفعية ودفاع جوي ومقذوفات مضادة للدبابات من الجو والأرض ورماية دبابات بالاضافة إلي رمايات المشاة.
قامت طائرات إف-16 متعددة المهام بتقديم المعاونة الجوية للقوات البرية وكذلك توفير الحماية الجوية وضرب وتدمير أهداف العدو الحيوية وقواته في العمق كذلك قامت طائرات الهليكوبتر من طراز جازيل المضادة للدبابات بتدمير دبابات العدو ومدرعاته في العمق.
بدأت المرحلة النهائية من التدريب المصري السعودي المشترك "تبوك-2" والتي تضمنت مهمة تطوير الهجوم في العمق والوصول الي خط حيوي وتأمينه بقيام القوات الجوية بتنفيذ طلعات استطلاع وحماية ومعاونة لدعم أعمال قتال القوات وتدمير احتياطات العدو بمساندة عناصر المدفعية ذات القوة النيرانية العالية ودفع المفارز الميكانيكية والمدرعة لاختراق دفاعات العدو وتدميره وتحقيق الاتصال مع عناصر الأبرار الجوي في العمق بمعاونة الطائرات الهليكوبتر المسلح وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات لفصل الاحتياطات المعادية وحرمان العدو من استعادة أوضاعه الدفاعية وتأمين القوة الرئيسية لاستكمال تنفيذ المهام واحتلال خط حيوي في عمق دفاعات العدو وتأمينه لتحقيق المهمة النهائية.
ظهر خلال المرحلة النهائية من التدريب المصري السعودي المشترك "تبوك-2" مدي ما وصلت اليه العناصر المشاركة في التدريب من مهارات ميدانية وقتالية عالية والدقة في إصابة الأهداف وتدميرها والسرعة في تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين باستخدام أحدث وسائل السيطرة والتقارب في المفاهيم والعقائد العسكرية للدولتين "مصر والسعودية" في التدريب وتبادل الخبرات التدريبية والتكتيكية في التخطيط والتنفيذ وأساليب القيادة والسيطرة والتعاون لتنفيذ المهام المخططة والطارئة بدقة وكفاءة.
ناقش المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي عدداً من القادة والضباط المشاركين في تدريب "تبوك-2" في اسلوب تنفيذهم لمهامهم وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهة التغيرات المفاجئة والمواقف الطارئة اثناء إدارة العمليات.
أشاد المشير طنطاوي بالأداء المتميز للقيادات مؤكداً علي أهمية الاهتمام بالتجهيز الهندسي للقوات واستغلال طبيعة الأرض والبعد عن النمطية في التخطيط والتنفيذ بجميع المهام والأنشطة التدريبية والاهتمام بالتدريب التخصصي وتنظيم التعاون بين جميع العناصر المشتركة لتطبيق اسس ومباديء معركة الأسلحة المشتركة
أوصي وزير الدفاع بضرورة نشر وتعميم خبرات التدريب علي كافة المستويات والحفاظ علي الحالة الفنية للأسلحة والمعدات والأخذ بأسباب العلم والمعرفة لمواكبة أحدث نظم التسليح عالميا وصولا لأعلي معدلات الكفاءة القتالية.
كانت المرحلة الأولي من التدريب المصري - السعودي المشترك تبوك - 2 قد تضمنت رفع درجة الاستعداد القتالي للقوات المشاركة واحتلال منطقة الانتظار الأمامية واقتحام حدود العدو الأمامية وتدمير انساقه وتنفيذ الإغارة علي عدد من الأهداف واحتلالها للقضاء علي الدفاعات المعادية بالتعاون مع عناصر الإبرار الجوي الصديق.
حضر المرحلة النهائية من التدريب الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وكبار القادة من مصر والسعودية وعدد من دارسي الكليات والمعاهد العسكرية.
أشاد الجانبان بالمستوي الراقي للقوات المشاركة لكلتا الدولتين والتأكيد علي علاقتهما المتميزة كشقيقتين كبيرتين والصداقة العميقة بينهما والتعاون مما يحقق الاستفادة المرجوة خلال مراحل التدريب المختلفة.
جسد التدريب المصري - السعودي المشترك تبوك - 2 عمق العلاقات المصرية - السعودية سواء السياسية والعسكرية خاصة أن مصر والسعودية تجريان 3 تدريبات مشتركة هي التدريب البحري مرجان الذي يجري بالتبادل بين البلدين في البحر الأحمر والثاني فيصل وهو تدريب جوي مشترك يجري أيضا بالتبادل بين البلدين والثالث هو تبوك ويجري أيضا مرة في مصر والتالية في السعودية ليكون التعاون العسكري متكاملا سواء كان في المجال البحري أو الجوي أو البري الشامل وهذا يعكس متانة العلاقات العسكرية بين الشقيقتين مصر والسعودية.
أكدت التدريبات المشتركة التي تجريها القوات المسلحة علي أهمية هذه التدريبات مع الدول العريقة والشقيقة لتبادل الخبرات والتعرف علي إمكانات الآخرين سواء في مجال التكتيك القتالي وأساليب إدارة العمليات القتالية والاستفادة من إطلاع ضباطنا ومقاتلينا علي أحدث تكنولوجيا العصر في مجال التسليح والعمل عليها واكتساب الخبرات وتبادلها مع الأطراف الأخري ليعكس ذلك احتفاظ مصر بعلاقات قوية سواء عربيا أو دوليا مع الدول المتقدمة.
تحقق التدريبات المشتركة العديد من الفوائد لقواتنا أبرزها الاحتكاك بمدارس عسكرية مختلفة يحقق فرصة كبيرة للاطلاع والتعرف علي هذه المدارس واكتساب خبرات جديدة لهذا تجري تدريبات مع الولايات المتحدة وأيضا دول أوروبية سواء برية أو بحرية وأيضا تدريبات مع تركيا والأردن واليونان والكويت وتشارك دول كثيرة مصر والولايات المتحدة أعمال التدريب المشترك النجم الساطع مما يحقق الانفتاح علي المدارس العسكرية المختلفة والاستفادة منها.
ومن أبرز الدروس المستفادة من التدريبات المشتركة تحقيق الواقعية في التدريب حيث تتضمن كافة الأنشطة والأعمال والمهام القتالية مثل الإبرار الجوي والبحري والرمايات الجوية والمدفعية والدفاع الجوي وجميعها تتم بالذخيرة الحية سواء بأسلحتنا ومعداتنا وذخائرنا أو أسلحة وذخائر الأطراف الأخري المشاركة.
توفر التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة فرصة للعمل الجماعي مع مدارس مختلفة لتحقيق هدف واحد ومهمة واحدة سواء العمل الليلي أو تنفيذ المهام نهارا وأيضا اختلاف مسارح العمليات التي تجري عليها التدريبات يمنح المقاتل فرصة لمزيد من اكتساب الخبرات في التعامل مع طبيعة أرض مختلفة.
تبوك - 2 ومن قبلها أكتوبر 2010 تأكيد أن التدريب في القوات المسلحة مستمر لا يتوقف سواء علي مستوي وحداتها أو مع الأصدقاء والأشقاء لأن التدريب والحفاظ علي الكفاءة والاستعداد القتالي هو المهمة الرئيسية لقواتنا وصولا لأعلي درجات القوة والقدرة والردع للحفاظ علي السلام الذي تحقق من منطلق القوة والنصر.
أكد المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي علي قوة ومتانة العلاقات المصرية السعودية مشيراً إلي أن العلاقات المصرية السعودية كانت دائماً في وفاق وتعاون وكما كان يقول الملك عبدالعزيز "إذا كانت المملكة العربية السعودية ومصر دائماً في وفاق وتعاون فإننا لا نخاف علي الأمة العربية" والعكس صحيح.
وقال إن التدريبات المشتركة المصرية السعودية قائمة منذ زمن طويل حيث نجري تدريبات مشتركة سنوياً وأن خير دليل علي ذلك اشتراكنا معاً عام 1991 في حرب الخليج لتحرير الكويت.
جاء ذلك في تصريحات مشتركة للمشير حسين طنطاوي وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية السعودي في ختام التدريب المصري السعودي المشترك "تبوك 2" بمدينة الحمام غرب الإسكندرية والذي نفذته قوات مشتركة من الجانبين.
وأضاف المشير طنطاوي أنه ليس هناك اختلاف في العقائد العسكرية بين الجانبين المصري والسعودي وسيتم في التدريبات المستقبلية توحيد كامل ليس للعقيدة القتالية فقط ولكن للمصطلحات.
وقال طنطاوي إن طبيعة الأرض في السعودية ومصر واحدة والاختلافات في أجزاء معينة وتم الاتفاق مع الجانب السعودي علي أن تكون التدريبات القادمة التي ستجري خلال العام القادم في السعودية علي أراض لها طبيعة خاصة أراض جبلية أو المرتفعات أو السهول وحتي داخل المدن وسيتم التخطيط لكل ذلك في تدريبات مشتركة قادمة.
رحب المشير طنطاوي في ختام تصريحاته بالضباط السعوديين الدارسين بالكليات والمعاهد العسكرية المصرية معرباً عن أمله في الوصول إلي التوحيد الكامل بالمناهج الدراسية العسكرية في كلا البلدين كما رحب المشير طنطاوي بسمو الأمير خالد بن سلطان ووصفه بالأخ والزميل الذي تمتد علاقته به منذ أمد طويل.
من جانبه أعرب صاحب السمو الملكي عن أسفه عن التأخر الطويل الذي أعاق توحيد المصطلحات العسكرية العربية معرباً عن الأمل في ان يتم ذلك في المستقبل القريب.
وحيا الأمير خالد بن سلطان التعاون القائم بين السعودية ومصر خاصة بعد حرب تحرير الكويت وما تتبناه القيادتان السياسيتان في البلدين الشقيقين خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس حسني مبارك مؤكداً ان كلا من البلدين يمثل عمقاً للآخر.
وقال ان المفاهيم العسكرية في الوقت الحالي شهدت تغيراً كبيراً فلا فرق بين المفاهيم الشرقية أو الغربية.
وأشاد بما أسماه "الخبرة العظيمة والتاريخ البطولي للقوات المصرية" معرباً عن الأمل في أن يصب هذا في صالح تقدم القوات المسلحة السعودية والمصرية.
وقال ان القوات المسلحة لبلاده جاهزة لصد كل من تسول له نفسه الاعتداء علي السعودية موضحاً ان مهمة أي قوات مسلحة هي العمل الدائم والاستعداد والقدرة علي حماية أمن البلاد.
وأوضح انه واعتباراً من التدريب المصري السعودي المقبل سيشرف بنفسه علي هذه التدريبات وستعطي الأولوية الأولي للقوات المسلحة المشاركة.
وأشار إلي أن التقارب يشمل كافة أشكال التدريبات سواء الجوية أو البحرية أو البرية سعياً لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة "وكلما تقاربنا كان السلام أفضل وأيسر".
وفي ختام تصريحاتهما المشتركة قام المشير طنطاوي بإهداء ميدالية القوات المسلحة المصرية إلي سمو الأمير خالد الذي قام بدوره بإهداء المشير طنطاوي درع القوات المسلحة السعودية إلي القوات المسلحة المصرية التي هي "في قلب كل سعودي".
قال اللواء حسن محمد أحمد قائد المنطقة الشمالية العسكرية ان التدريب المصري - السعودي المشترك تبوك -2 هو امتداد للتدريب المشترك تبوك -1 الذي تم تنفيذه علي أرض المملكة العربية السعودية عام 2008 وهناك حرص كبير من البلدين لتعظيم الاستفادة من التدريب المشترك وقامت القيادات والهيئات والادارات بتقديم كل الدعم وبذل أقصي جهد لتحقيق الاستفادة العظمي من التدريب المشترك.
أضاف انه تم التخطيط للتدريب المشترك من خلال عقد مؤتمر تنسيق وتخطيط في كل من مصر والسعودية خطط من خلالهما لمراحل التنفيذ التي بدأت بالتدفق وتجميع القوات المشاركة خلال الفترة من 3-7 أكتوبر الحالي وتم تنفيذ تدريب مسبق لتبادل الخبرات من خلال التعليم المتبادل والبيانات العملية التي أظهرت القوات بمستوي راق من التدريب وانضباط عال ولتعظيم التدريب المشترك تم تخطيط المشروع التكتيكي بجنود من خلال المرحلة الأولي في الفترة من 15 إلي 17 أكتوبر 2010 وتم فيها رفع حالات الاستعداد القتالي والتحضير والتنظيم للمعركة الهجومية والتحرك والفتح علي خطوط الفتح المختلفة والوصول إلي خط اقتحام اللواء وتأمينه.
ثم المرحلة الثانية من 18 -19 أكتوبر الحالي والتي تضمنت اقتحام الحد الأمامي للدفاعات وتحقيق المهام المخططة للواء والعمل كاحتياطي أسلحة مشتركة ثم تجهيز جميع القوات المشاركة في المشروع لكلا الجانبين بمعدات ومقرات المايلز بنسبة 100% وشملت المرحلة الثالثة دفع مفرزة متقدمة لتأمين خط حيوي في العمق.
أكد قائد المنطقة ان القوات المسلحة في كلا البلدين ستبقي دائماً الدرع الواقية والسيف القادر علي ردع العدوان في كل زمان ومكان.