عشت 7 شهور وسط قوات العدو .. وفشل في إكتشافي ...والدي لم يعلم بمهمتي السرية

ظل والدي علي مدار سبعة شهور يعتقد بأنني أعمل بأسوان.. وعندما عدت إليه فوجيء بأن لوني أبيض.. فسألني.. كيف تعمل في أسوان ومازال لونك أبيض هكذا؟.. فقلت له لقد كنت مريضا بالصفراء ولم أخرج للشارع طوال هذه الشهور.
اللواء ممدوح عزب.. الذي ظل علي مدار الشهور السبعة مختفيا وسط سيناء بين قوات العدو الإسرائيلي في ظل خطة وضعتها له المخابرات الحربية آنذاك يروي للجمهورية قصة أخطر سبعة شهور بين رمال وجبال سيناء يرصد تحركات وقوات واستعدادات واحتياطات وخطط العدو وينقلها للقيادة عبر إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ليتم إعداد الخطط الحربية والعسكرية بناء علي معلومات الرادار البشري الذي دفع الثمن غاليا علي مدار تلك الشهور وحصل علي معلومات عسكرية لا تقدر بثمن وتوثيقها بالصور.
في البداية يقول كنت طالبا بكلية الصيدلة جامعة القاهرة وكان أمامي سنتان للتخرج وحدثت احداث النكسة فقررت الالتحاق بالكلية الحربية للمساهمة في الحرب المقدسة من أجل الدفاع عن أرض الوطن بروحي ودمي كما كان شعور الكثير من شباب ذلك اليوم المليء بالحماس والولاء والوطنية والانتماء.
ويضيف بانه من حسن الحظ بعد مرور ثلاثة أعوام بكلية الصيدلة أن تطلب الكلية الحربية دفعة استثنائية من طلبة الثانوية العامة والجامعات.. وتخرجت بفضل الله الأول علي دفعتي بامتياز في كل المواد.
ويقول اللواء ممدوح عزب بأن القوات الخاصة كانت تضم إليها أوائل من خريجي الكلية وأوائل فرق الصاعقة والحاصلين علي بطولات رياضية ولكن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة والذي كان يشغل منصب قائد القوات الخاصة في حرب الاستنزاف تركني بعد إصرار الفريق محمد صادق وزير الحربية السابق والذي كان يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية آنذاك بأن يضمني إلي صفوف المخابرات الحربية.
ويضيف.. بأن اللواء محمد عبدالغني الجمسي قام بتوزيعي علي احدي الوحدات ذات التشكيل الخاص ومهمتها الحصول علي المعلومات من عمق دفاعات العدو.
ويقول: بعد التحاقي بالعمل بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع بفترة قصيرة صدرت الأوامر لي بالدخول إلي عمق العدو حيث كلفت بمهمة خاصة تم ترشيحي لها ونظرا لخطورة المهمة واحتمال سقوطي بين أيدي العدو كان احتمالا كبيرا فانهم فضلوا ذهابي حيث انه لا توجد لديّ أي معلومات يمكن للعدو الحصول عليها لأني كنت حديث التخرج.
ويشير إلي أنني استمررت في السير علي الأقدام إلي عمق قوات العدو لمسافة 150 كيلو مترا خلال ثلاثة أيام.. ولكن كما يحكي اللواء ممدوح عزب لم تأت الرياح بما تشتهي السفن حيث تعرضت للدغة عقرب أثناء صلاتي العشاء مما تسبب في إصابتي بغيبوبة لمدة أربعة أيام لم أتمكن من مقابلة العنصر البديل المكلف باعطائي المهمة وترددت في الاتصال بالقيادة وكذلك وجد نفسه بلا ماء أو غذاء في مواجهة الصحراء القاحلة والعدو الذي يتربص به في كل مكان ليفتك به.
ويقول: قررت بعد أن أفقت من لدغة العقرب أن أحصل علي أكبر قدر من المعلومات المتاحة عن العدو حيث انني كنت أعلم أماكن احتياطيات العدو ومطاراته وقواعد صواريخه ومخازن أسلحته وتموينه.
ويضيف: الجوع دفعني إلي التسلل إلي معسكراته ليلا للحصول علي الطعام.. واستمر عملي وسط مواقع العدو وبعد مرور شهر استقبلت من خلال الاذاعة التردد الخاص بالاتصال وحققت معهم الاتصال ومن كثرة المعلومات والاتصالات شعر العدو بوجودي وبدأ في البحث عني وخاصة بعد قبول مصر مبادرة روجرز لوقف اطلاق النار وتفرغ العدو للإجراءات الأمنية وتنشيط دورياته في البحث عن عناصر المخابرات المنتشرين وسط سيناء وكان العدو يعتقد بوجود أكثر من مجموعة في عدة أماكن حيث انه كان يناور بالمكان باستمرار الذي ترسل منه الاشارات اللاسلكية ويقوم بأكثر من اتصال في نفس اليوم لكن من أماكن متفرقة.
ويضيف: شعرت بأن العدو كان يبحث عني بشكل مكثف حيث كنت أجد كمائن عسكرية مترجلة في الأماكن التي كنت أرسل منها رسائل للقيادة العسكرية وكذلك من خلال الكلاب المدربة التي كنت اتغلب عليها برش البهارات التي كنت أحصل عليها من مطابخ العدو ليلا أو من منازل العرب المهجورة حتي لا يمكنها تتبع آثاري أثناء السير أو في الجبال التي كنت اختبيء أحيانا فيها نهاراً.
ويشير إلي انه كان يقوم بدفن نفسه في الرمال في الصحراء هروبا من طائرات العدو التي كانت تطارده حيث كان يقوم بحفر حفرة تناسبه ويموهها بالأعشاب ويقوم بدفن جسمه فيها للاختباء من طائرات الهليوكوبتر والدوريات الراكبة التي كانت تنشط في البحث عن رجال الاستطلاع خلال حرب الاستنزاف عام .1971
ويقول لم أعد إلي القيادة إلا بعد سبعة شهور عقب اصابتي بتمزق في ركبتي اثر سقوطي من قمة أحد الجبال وفقداني للحركة مما أعاق استمراري في الحصول علي الغذاء وأصدرت القيادة الأوامر لأحد العناصر العائدة بالانضمام لي ومدي بالأكل واستمر في مهمته رغم برودة الليل في الشتاء وقسوة حرارة الصيف في الصحراء وندرة الأكل.
ويؤكد بأنه تمكن من توفير معلومات هامة جدا استخدمتها القيادة العسكرية في بوضعها ضمن أهداف الضربة الجوية الأولي ومنها احتياطي العدو ومطاراته ووسائل دفاعه الجوي وصواريخه ومراكز قيادته ومراكز انذاره.
فقد كان يضع تشكيلات واحتياطيات العدو تحت ملاحظته المستمرة ويبلغ عنها ودرجات استعداده وكان يقوم بتصوير مطاراته والتبليغ بتشكيلات طائراته وأنواعها واتجاهات تقدمه حتي لا تتعرض طائراتنا لكمائنه الجوية واستعداد قواتنا لمواجهة طيرانه.
ويشير إلي انه يعتبر أهم إنجاز له خلال الشهور السبعة التي تمكن من البقاءخلالها وسط قوات العدو هو الابلاغ عن مركز قيادة العدو الرئيسي وطبيعة انشائه وكيفية تجهيزه ومحصن ضد أسلحة التدمير الشامل وتحصينه تحت الأرض وكيفية إصابته حيث أكدت للقيادة بأنه لا يمكن اصابته إلا من خلال فتحة المصعد التي تنزل القادة الإسرائيليين إلي الطوابق الأربعة التي انشئت تحت الأرض.. وبالفعل تمكنت نسورنا الجوية في الضربة الأولي من إصابة المبني من خلال المصعد بصاروخ تسبب في إصابة ثلاثة جنرالات منهم الجنرال ابراهام مندلي قائد سلاح المدرعات الذي أصيب بالشلل التام وفقد مركز القيادة الإسرائيلي الاتصال بقواته في سيناء وفقد الاتصال بمركز القيادة الإسرائيلية لتلقي الأوامر من تل أبيب لمدة 6 ساعات مما أعطي الفرصة لقواتنا للتحرك بحرية خلال تلك الساعات وكذلك اكتشف ثلاثة مواقع للانذار المبكر التي كانت تكشف تحركاتنا أولاً بأول من أول خروجها من القاهرة علي طريق السويس.. ومن أجل ذلك حصلت علي ترقية استثنائية من الرئيس الراحل أنور السادات.

الله على الناس دى
ياترى لو قامت حرب دلوقتى فى شباب كده فى الشجاعه والبساله الى كانوا فيها الناس دى
رائع ياناجح بجد حلو اووووووووووووووووووووووى

المصرين هما هما المصريين
من بداية الفرعنه مرورا بمحمد علي ومرور بحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر
هما هما المصرين علي مر العصور
وبجد متشكر جداا علي مرورك الرائع يا ميمو

يا نهار
والله يا ناجح الحاجات دى لو اتعملت افلام شباب اليومين دول هيقولوا دى افلام اكشن خيالية

شكرا علي مرورك يا مدير
وبجد نورت الموضوع