مبارك تراجع عن فكرة تأييد ترشيح نجله لرئاسة مصر

مبارك تراجع عن فكرة تأييد ترشيح نجله لرئاسة مصر
عاكف يعتبره الحاكم الفعلي حاليا ويخطط لصفقة مع النظام


القاهرة - وكالات- ذكرت مصادر حزبية مصرية معارضة قريبة من دوائر صناعة القرار فى الحزب الوطنى الحاكم في مصر، إن الرئيس حسني مبارك تراجع عن فكرة تأييد ترشيح نجله جمال فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2011.ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة عن المصادر قولها: إن الرئيس مبارك أقدم على خطوات تنظيمية داخل الحزب قلص فيها صلاحيات جمال السياسية والحزبية".واعتبرت المصادر أن هذه الخطوة إيجابية، وتعد مؤشرا لتراجع فكرة التوريث، وأرجعت الأسباب لخوفه على مستقبل أبنائه من بعده فى ظل المتغيرات السياسية التى تمر بها البلاد حاليا.وكان مبارك صرح في شهر اغسطس الماضي على هامش زيارته للولايات المتحدة والتي رافقه فيها نجله جمال، بأنه مازال من المبكر الحديث عن مسألة ترشحه للرئاسة لفترة أخرى، مشيرا إلى أن الحديث عن ترشيح جمال مبارك للرئاسة هو لمجرد البروباجندا لتوجيه النقد للنظام" وأن الموضوع خارج تفكيره تماما.وقال مبارك إنه لم يتخذ قرارا فى شأن ترشحه للرئاسة حتى الآن، وحول اعتقاده بمن يخلفه فى حالة عدم ترشحه رد الرئيس قائلا "ليس الذى تفكر فيه" فى إشارة إلى أمين لجنة السياسات جمال مبارك.وتأتي تلك التصريحات في ظل تأكيد صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الحاكم، في أكثر من مناسبة إن مؤتمر الحزب القادم والمقرر نهاية الشهر الحالي لن يشهد أى تغييرات فى المواقع القيادية، ولن تجرى داخله أى انتخابات سواء على رئاسة الحزب أو غيرها، مشيراً إلى أن قيادات وأعضاء الحزب يتمسكون بالرئيس حسني مبارك زعيماً وحاكماً قادراً وقوياً.ونقلت جريدة "المصري اليوم" عن الشريف قوله، إن الحزب لا يشغل باله بما يثار حول التوريث وغيره، واصفاً هذا الكلام ب "اللغو الصحفى"، وقال: "ليس لغواً سياسياً بدليل أن أحزاب الوفد والتجمع والناصرى وغيرها يصدر عنها مثل هذه الأمور من (اللكلكة والعكعكة)". الي ذلك شن محمد مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية ، هجوما حادا على النظام المصري واتهمه بمحاولة اضعاف الجماعة من خلال ضرباته الأمنية المتلاحقة ضد كوادر الجماعة، وخص بالهجوم لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم والتي يرأسها جمال مبارك نجل الرئيس والذي اعتبره "المرشد المنسحب" انه هو الذي يحكم مصر حاليا.وقال عاكف في حوار مطول مع صحيفة "المصري اليوم" نشرته في عددها الصادر امس "لجنة السياسات تعتبر نفسها الحكومة، فهي التي تغير بها الدستور، والمادة 76 تم تعديلها لصالح جمال مبارك، وتم تعديل 37 مادة من الدستور أيضاً، ووجود المحاكم العسكرية تم فى عهد جمال مبارك، الذي يفعل كل شىء الآن".ولكنه استطرد عندما قيل له ان "الرئيس مبارك مازال يحكم"، وقال: "لا الرئيس ولا جمال يحكمان.. الذى يحكم أنت وأنا نعرفه وهو الأمن، الذى يتدخل حتى فى تصحيح أوراق ودرجات إخواننا فى المدارس الثانوية والإسلامية.. الأمن أصبح يتدخل فى كل شىء".وحول توقعاته بخصوص ترشيح جمال مبارك لرئاسة مصر، قال عاكف:"لو كان عندهم عقل.. وأنا أتكلم بشكل عقلانى لا يرشحونه، لأن كل القوى السياسية رفضته بلا استثناء حتى الذين معه والشارع يرفضه، وأتمنى أن تكون هناك حرية وديمقراطية وانتخابات صحيحة، وبالتالى أهلاً وسهلاً به إذا اختاره الشعب رغم رفضى له".وحول ما اذا كانت حملات الاعتقال التي طالت مؤخرا الكثير من كوادر الجماعة قد اضعفتها، قال عاكف: "لا لم تضعف الجماعة، ولكن قللت من نشاطها، فالجماعة متماسكة، وأبدى عاكف استعداده لعقد صفقة مع النظام الحاكم في مصر لتمثيل الجماعة، التي تحظرها الحكومة، سياسيا في البرلمان المصري. وكشف عاكف، عن انه عقد صفقة مع "مسؤول كبير" لم يسمه تم بمقتضاها ترشيح 150 إخوانياً لانتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى بالبرلمان المصري) في عام 2005. ونفى عاكف وجود عرض لصفقة حاليا، قائلا "أنا لا أقدم وهم من يعرضون.. ولا توجد عروض حالياً، ويا ليتهم يعرضونها سراً حتى وأنا موجود". وقال عاكف "حدث عام 2005 حيث زارني أحد المسؤولين الكبار وكان هناك حديث عن سفر الرئيس (المصري حسني) مبارك إلى أميركا، وقال أرجو ألا تقوموا بأي شوشرة على زيارة الرئيس هناك، وأبديت استعداداً وجاء للقائي مرتين وطلبت في إحداهما أن يحضر اللقاء معنا نوابي وبالفعل تم اللقاء وكتبنا فيه بنوداً كثيرة واتفقنا عليها ثم ذهب والتزم بما اتفقنا".

شكرا يا بسمه علي الموضوع