أقرب الناس إلى الردة أهل الأهواء

حَدَّثَ[color=blue]أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا شِهَابُ بنُ خِرَاشٍ الحَوْشَبِيُّ عَنِ العَوَّامِ بنِ حَوشَبٍ أَنَّه كانَ يَقُولُ لابْنِهِ: يا عيسى، أَصْلَحَ الله قلبَكَ، وأَقَلَّ مالك. وكانَ يَقُولُ: والله لأنْ أَرَى عيسى يُجالِسُ أَصْحَابَ البرابِطِ والأَشْرِبَةِ والبَاطِلِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرَاهُ يُجَالِس أَصْحَابَ الخُصُومَاتِ يعني أَهْلَ البِدَعِ.


--------------------------------------------------------------------------------


نعم، عوام بن حوشب يقول لابنه عيسى: أصلح الله قلبك وأقل مالك، يعني يريدون البعد عن الفتنة، ثم يقول: والله لأن أرى عيسى ابنه يجالس أصحاب البرابط، البربط إلي هو العود الموسيقى، لأن أرى عيسى يجالس أصحاب البرابط والأشربة يعني هذا النبيذ والخمور، والباطل أحب إلي، يعني قصده أهون عندي، لا يعني أنه يريده أن يجالس أهل الفسق، واضح كلمة أحب إلي: يعني أهون عندي، هذا مراده، أهون عندي من أراه يجالس أصحاب الخصومات، يعني أهل البدع، وصدق في ذلك، ما نشك أن البدع أشد من المعصية؛ لأن أصحاب الفسق هم يدرون أنهم مخطئون، وأنهم خارجون عن الشريعة، وأنهم على خطأ ولذلك هم أقرب الناس إلى التوبة.

أما صاحب الخصومات وإن كنت تحقر صلاتك عن صلاته ويرى عليه التزهد والتخشع وكذا إلا أنه يغمسك في ضلالة، يغمسك في ضلالة عظيمة، كما حدث من الخوارج وغيرهم فيقول: أنا أتمنى أن ابني عيسى يصاحب أهل السنة الذين جمعوا الهدى والعمل الصالح، العلم النافع والعلم الصالح، لكن لو خيرت بين أن يجالس أهل الفسق أو أهل البدع والخصومات لقلت: أهل الفسق أهون وأقرب إلى الرجوع هذا المراد.
[/colorنا ]