"أحمد حسن .. صاحب ثلاثة ألقاب إفريقية و34 عاما هو من يضع مصر في المقدمة" هكذا صرخ مذيع "يوروسبورت" أثناء تعليقه على لقاء مصر ونيجيريا ولكن فاته أن يضيف التالي "والذي قريبا سيصبح أكثر الفراعنة مشاركة في اللقاءات الدولية".
رحلة حسن مع منتخب مصر التي بدأت قبل 14 عاما كانت أيضا في كأس الأمم الإفريقية 1996 تحت قيادة المدير الفني الهولندي رود كرول، الذي قرر اصطحابه إلى البطولة ومعه حازم إمام وعبد الستار صبري كدماء جديدة مع الخبرة المتمثلة في أحمد الكأس وإسماعيل يوسف وآخرين.
وعلى الرغم من عدم مشاركة حسن، وبزوغ نجمي صبري وإمام في هذه البطولة، فإن "الصقر" استمر أساسيا مع الفريق الوطني طوال الأعوام الـ14 التالية وبنفس المستوى الثابت الذي أهله للفوز جائزة رجل المباراة في افتتاح لقاءات مصر في أنجولا 2010 أمام نيجيريا.
والآن يطرق حسن أبواب مجد جديد باقترابه من تخطي رقم حسام حسن البالغ 169 مباراة دولية، كأكثر لاعبي مصر خوضا للمباريات الدولية على مدار التاريخ.
FilGoal.com يحاور حسن الذي يحتاج إلى لقاء واحد لمعادلة رقم "العميد" ثم كسره فيما تبقى من مباريات البطولة لتحقيق رقم شخصي جديد.
ماذا يمثل لك اقترابك من تحطيم رقم حسام حسن كأكثر اللاعبين المصريين خوضا للمباريات الدولية؟
بالطبع هو شرف كبير لي وانجاز شخصي سيكتب في تاريخي وهو أمر يسعدني للغاية، ولكن الأهم بالنسبة لي هو تحقيق كأس البطولة، لأن الألقاب الجماعية أهم من الأرقام الشخصية، فكأس البطولة سيسعد 80 مليون مصري، أما لقب العميد فسيسعدني أنا فقط.
أنا بالطبع أسعى للوصول لهذا اللقب لأنه حق مشروع لي، ولكنه يمثل لي دفعة معنوية وحافز لتحقيق الهدف الأهم والأسمى وهو كأس البطولة
وما أحققه من أرقام شخصية أو حصولي على لقب أفضل لاعب في عام 2009 أمر رائع، وأوجه رسالة لجميع اللاعبين صغار السن أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء أو بالسن ولكن بالعطاء والمجهود داخل الملعب، ولكل مجتهد نصيب.
فما وصلت إليه جاء نتاج تعب ومجهود كبير طوال سنوات طويلة سواء في رحلة الاحتراف الأوروبي أو مع الأهلي مؤخرا، بالاضافة لمشواري مع المنتخب الذي له الفضل الأكبر لما وصلت إليه، وأنا مازلت قادرا على العطاء وأسعى لمواصلة الألقاب وتحطيم الأرقام والتفوق على نفسي.
وماذا لو قرر حسن شحاتة ابعادك عن لقاء بنين برغم حاجتك للمشاركة فيه لمعادلة رقم حسام حسن؟
الأمر متروك للجهاز الفني كما قلت واذا استبعدني من اللقاء فلا توجد لدي أي مشكلة مطلقا، ولكني على المستوى الشخصي أتمنى المشاركة ولو لدقائق قليلة كبديل لرفع عدد مشاركاتي الدولية.
مستواك في لقاء موزمبيق كان أقل من مستواك أمام نيجيريا، فهل ذلك لتغيير مركزك من لاعب الوسط المهاجم إلى الوسط المدافع، وأيهما تفضل؟
أنا أشارك في المركزين بدون أدنى مشكلة، وأتبع تعليمات الجهاز الفني، واذا طلبوا مني أن أحرس مرمى مصر سأفعل ذلك، ولكن تراجع مستواي في لقاء موزمبيق ليس بسبب مشاركتي كوسط مدافع، لأنني في لقاء نيجيريا شاركت في هذا المركز في الشوط الثاني وقدمت أداء جيدا.
ولكن تراجع مستواي أمام موزمبيق نابع من تراجع مستوى جميع لاعبي المنتخب ككل بعكس حالة "الفوقان" التي كنا عليها أمام نيجيريا، ولكن في مباراة موزمبيق كان هناك حالة من التسرع لأن المنافس كان يدافع بصلابة كبيرة.
أنا بلا شك أفضل المشاركة كلاعب وسط متقدم لأن ذلك يمنحني الحرية في الملعب ويظهر امكاناتي أكثر، وقد اعتدت على المشاركة في هذا المركز مع بيشكتاش التركي وأندرلخت البلجيكي ثم مع الأهلي، ولكني أكرر انني تحت أمر الجهاز الفني في أي مركز.
وما رأيك في مشوار منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا حتى الأن عقب أول مباراتين؟
لقد حققنا الهدف الأساسي لنا بالحصول على النقاط الستة كاملة بالفوز على نيجيريا 3-1 ثم الفوز على موزمبيق 2-صفر، وهو ما ضمن لنا التأهل لدور الثمانية والاقتراب بشدة من صدارة المجموعة وهو ما كنا نسعى له منذ البداية حتى نستكمل مبارياتنا هنا في بنجويلا ولا ننتقل لمدينة أخرى.
ولكن أداء منتخب مصر أمام موزمبيق لم يرض البعض رغم تحقيق الفوز؟
أمر طبيعي أن ينخفض الأداء خاصة وأننا قدمنا مباراة كبيرة قبلها بأربعة أيام فقط أمام منتخب قوي بحجم نيجيريا، كما أن مرض الإنفلونزا هاجم ستة أو سبعة لاعبين في المنتخب وكانت حرارتهم مرتفعة وهو ما أثر على أدائهم بالسلب وهي ظروف صعبة يعلمها الجميع هنا ولكننا لا نحب التحدث عنها حتى لا يظنها البعض حجج أو مبررات.
كما أن أداء منتخب مصر تحسن كثيرا في الشوط الثاني مثلما فعلنا في لقاء نيجيريا، فالمباراة 90 دقيقة وليست 45 دقيقة فقط، ومن الطبيعي أن يكون أدائنا في الشوط الثاني أفضل بعدما يتعرف الجهاز الفني على أداء الفريق المنافس خاصة اذا كان مجهولا لنا مثل موزمبيق.
أتمنى من الاعلام مساندة المنتخب في الفترة المقبلة وعدم انتقاده بشكل كبير بدعوى أن الأداء لم يكن جيدا أمام موزمبيق.
أثارت تصريحات حسن شحاتة الأخيرة حالة من الجدل في مصر بعدما أكد أنه يقوم باختيار اللاعب المتدين للانضمام لمنتخب مصر، فما رأيك؟
تصريحات حسن شحاتة تم تفسيرها بشكل خاطىء من قبل وسائل الاعلام في مصر، فالتدين والالتزام أمور هامة ولكنها ليست أساس اختيار اللاعبين في المنتخب، وقد كنت جالسا بجوار الكابتن حسن عندما أجاب عن هذا السؤال، وقد قال إنه في حال تساوي اثنين لاعبين في المستوى الفني واللياقة البدنية فإنه وقتها يختار اللاعب الأكثر التزاما وتدينا، وهو أمر منطقي وصائب، ولكن الالتزام ليس وحده معدل الاختيار.
وأنا شخصيا كقائد لمنتخب مصر يسعدني دوما اختيار اللاعبين الملتزيمن لأن ذلك يخلق حالة من الحب والاستقرار داخل معسكر المنتخب، ولا تحدث أي مشاكل أو أزمات لا داعي لها.
وأطالب وسائل الاعلام بتوخي الحذر في نقل التصريحات وعدم تضخيم الأمور أو تحوير التصريحات مثلما قال البعض أن التدين هو سر الانضمام للمنتخب، فالأمور ليست كذلك وليست بالصلاة والصوم، ولكن بالالتزام بتعليمات الجهاز الفني داخل وخارج الملعب، وقد ضم الكابتن حسن لاعبين كثيرين من قبل لا يؤدوا الفرائض ولكنهم ملتزمين ومخلصين في أداء واجباتهم داخل وخارج الملعب.
وما رأيك في أزمة محمد زيدان وامتعاضه عند استبداله في لقاء موزمبيق؟
هذه الأزمة أيضا من نسج خيال الاعلام الذي قام بتضخيم القصة بدون داعي وأثار مشكلة لا وجود لها، فقد جلست مع زيدان وأكد لي أن غضبه كان نابع من عدم أدائه بشكل جيد في المباراة وكان غاضبا من نفسه وليس من الجهاز الفني، ولم يكن لديه أي اعتراض على التبديل، ولذلك يجب ألا نضخم القصة، فالعلاقة رائعة بين زيدان وبين الجهاز الفني.
ما هو المنتخب الذي تتمنى مواجهته في دور الـ8 من المجموعة الرابعة، وأي المنتخبات تفضل الابتعاد عنها؟
نحن فريق حامل لقب البطولة ونسعى للتتويج بكأس البطولة ولا يهمنا أي منتخب سنواجه، لأن الطريق مازال طويلا، ويجب علينا تحقيق الفوز على أي منتخب نلاقيه، كما يجب على المنتخبات الأخرى أن تخشانا وليس العكس.
نظريا على الورق قد يكون منتخبا الجابون وزامبيا أسهل نسبيا لنا، ولكن اذا واجهنا الكاميرون أو تونس فلن يكون لدينا أي مشكلة وسندرس المنافس جيدا ونلعب للفوز عليه والتأهل للدور قبل النهائي.
ما رأيك في محمد ناجي "جدو"؟
جدو لاعب مميز جدا وتوقعت من قبل أنه سيكون له دور مع المنتخب وقد حدث ذلك بالفعل، ودائما أقول للاعبين أن المنتخب 23 لاعبا وليس 11 لاعب وأن أي لاعب يجب أن يكون جاهزا ليشارك كبديل ويكون اضافة قوية للمنتخب وهو ما يفعله جدو حاليا.
فرق البطولة يجب أن تمتلك دكة بدلاء قوية وأن يكون البديل في نفس مستوى اللاعب الأساسي وقادر على تغيير نتيجة اللقاء، وجدو لاعب بدأ ينضج ويكتسب خبرة وسيكون له مستقبل كبير مع منتخب مصر.
وأقول لجدو أنه يجب أن يبذل مزيدا من الجهد ويكتسب الثقة في نفسه ويحافظ على الموهبة التي منحها الله له وأتمنى أن تبتعد عنه الإصابات.